وروينا في "صحيحي البخاري ومسلم"، عن عبد الله بن عمرو بن العاص،
ــ
السيئة التي تبقى آثارها أو ما أخرت بأن تركت أفعالها من الأعمال الواجبة اهـ. أو ما أخرت أي ما سيقع مني في الزمن المستقبل من المخالفة قال الأسنوي في شرح المنهاج بعد أن نقل عن أبي الوليد النيسابوري أن المراد بالتأخير إنما هو بالنسبة إلى ما وقع لأن الاستغفار قبل الذنب محال ما لفظه ولقائل أن يقول المحال طلب مغفرته قبل وقوعه أما الطلب قبل الوقوع أن يغفر إذا وقع فلا استحالة فيه اهـ. قال بعضهم وإذا علم أن الله تعالى مالك كل شيء له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى لم يمتنع أن يعطي من شاء ما شاء وأما ما ورد في بعض الأعمال أنها سبب لغفران ما تأخر من الذنب كقيام ليلة القدر وصيام يوم عرفة ففي المجموع نقلًا عن الحاوي ما معناه إما غفران ما يقع فيه وإما العصمة عن وقوع ذنب فيه وعن السرخسي أن هذين قولان للعلماء وقال الحافظ ابن حجر في رسالة الخصال المكفرة للذنوب المتقدمة والمتأخرة أن الأئمة تكلموا على قوله - صلى الله عليه وسلم - في أهل بدران الله اطلع عليهم فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم أن المراد أن كل عمل يعمله البدري لا يؤاخذ به لهذا الوعد الصادق وقيل المعنى أن أعمالهم السيئة تقع مغفورة لهم فكأنها لم تقع وقيل أن ذلك على أنهم حفظوا فلا يقع من أحدهم سيئة اهـ. وفي فتح الباري المراد غفران ذنوبهم في الآخرة وإلَّا فلو وجب على أحدهم حد مثلًا لم يسقط في الدنيا وقال في الرسالة السابقة وحديث صوم يوم عرفة وإن كان مقيدًا بسنة واحدة لكنه دال على جواز التكفير قبل الذنب فهو من شواهد صحة ذلك ثم ذكر أدلة أخرى تشهد بذلك والله أعلم. قوله:(ومَا أَسْرَفْت) أي على نفسي بارتكاب المعاصي القاصرة أو المظالم المتعدية وهو تعميم بعد تخصيص. قوله:(أَنْتَ المقَدِّمُ) أي لمن تشاء بالتوفيق والمعونة.
قوله:(وأَنتَ المُؤخِّرُ) أي لمن تشاء بالخذلان وترك النصرة وسبق بسط ما يتعلق بهاتين الجملتين فيما يقول إذا قام للتهجد. قوله:(وَرَوَينَا في صحيحي البخَاريِّ ومسلِم الخ) وكذا رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ولفظهم واحد قال الحافظ وفي سنده لطيفة تابعيان في نسق أي هما يزيد بن أبي حبيب وشيخه