والبُخْلِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ غلَبَةِ الديْنِ وَقَهْرِ الرجَالِ". قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله تعالى همي وغمي وقضى عني ديني.
وروينا في كتاب ابن السني بإسناد صحيح، عن عبد الله بن أبزى رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أصبح قال: "أصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإسْلام وَكلِمَةِ الإخْلاصِ، وَدِينِ نَبينَا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وَمِلةِ أبينا إبراهِيمَ - صلى الله عليه وسلم - حَنِيفًا مُسْلِمًا ومَا أنا مِنَ المُشرِكينَ" قلت كذا وقع في كتابه: "ودين نبينا محمد" وهو غير ممتَنِع، ولعله - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك جهرًا ليسمعه غيره فيتعلمه، والله أعلم.
وروينا في كتاب ابن السني، عن عبد الله بن أبي أوفى
ــ
علم إذ الكذب فجور أو يهدي إليه كما جاء في الحديث. قوله:(والبَخَلِ) بضم فسكون وفي نسخة من الحصين
بفتحهما وذكرهما في شرح العدة وغيره يقال بخل يبخل بخلًا وهو أن يبخل بأداء الواجبات كمنع الزكاة وقراء الضيف وفي شرح الجامع الصغير للعلقمي البخل في الشرع منع الواجب وعند العرب منع السائل عما يفضل عنده وقيل البخيل الشحيح وقال ابن مسعود أن لا يعطي شيئًا والشح أن يشح بما في أيدي الناس أي يحب أن يكون له ما في أيديهم من الحلال والحرام وقيل البخل دون الشح اهـ، وفي الصحاح الشح البخل مع حرص واستعاذ - صلى الله عليه وسلم - من البخل لقوله تعالى:({وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٩)} [الحشر: ٩]، وقال - صلى الله عليه وسلم - أي داء أدوى من البخل.