وروينا فيه عن عائشة رضي الله عنها أيضًا قالت:"ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ صحبته ينام حتى فارق الدنيا حتى يتعوَّذ من الجبن والكسل والسامة والبخل وسوء الكبر وسوء المنظر في الأهل والمال وعذاب القبر ومن الشيطان وشركه".
ــ
ومتعنا الخ. نظير اعدلوا هو أقرب للتقوى قال الحافظ بعدما تقدم عنه من الصحابة الذين روي عنهم الحديث غير مقيد ما لفظه والاستعاذة من الدين تقدمت في حديث مضى في باب ما يقال عند الصباح والمساء والاستعاذة من الجوع جاء في حديث أبي هريرة قال كان - صلى الله عليه وسلم - يقول اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع وأعوذ بك من الخيانة فانها بئست البطانة حديث حسن أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجة وأخرجه الطبراني في الدعاء من طريق أخرى وأخرجه الحاكم من عدة طرق عن أبي هريرة وصححه اهـ.
قوله:(وَرَوَينْا فيهِ عَنْ عائِشَة) قال الحافظ أخرجه ابن السني من رواية السدي عن إسماعيل السبيعي عن مسروق عنها والسدي ضعيف وقد جاء هذا الحديث متفرقًا فتقدم أوله من حديث أنس وأما الاستعاذة من سوء المنظر في الأهل والمال فسيأتي في أدب المسافر وأما الاستعاذة من عذاب القبر ففي أذكار التشهد من طرق وأما الاستعاذة من الشيطان وشركه ففي حديث لعبد الله بن عمرو عند أحمد وغيره اهـ. قوله:(والسآمة) هي الملل والضجر وسبق في أذكار المساء والصباح الكلام على الجبن والكسل والبخل وحكمة الاستعاذة منها ولعل حكمة الاستعاذة من السآمة أنها سبب لانقطاع العبد عن باب مولاه سيما أن أطاع ملله وغسله وهواه وقد ورد في الحديث أن الله لا يمل حتى تملوا فتنقطعوا عن ساحة عبوديته. قوله:(وسُوءِ الْكِبَرِ) بكسر الكاف وسكون الموحدة أي شؤم الكبر وبلائه من العذاب الأليم والبعد عن الخير العميم أو بكسر ففتح أي ما يحصل في الكبر من الخرف والضعف والفتور عن القيام بالمطلوب من الإنسان من أداء العبودية وسبق في الباب المذكور لهذا مزيد. قوله:(وشِرْكِهِ) يحتمل أن يكون بكسر الشين المعجمة وسكون الراء المهملة أي تسويله وإغوائه إلى الإشراك بالله سبحانه وأن يكون بفتحهما أي حبائله ومصايده وتقدم زيادة