للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما أقلَّتْ، ورَب الشَّياطِينِ وما أضَلَّتْ، كُنْ لي جارًا مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ كلهِمُ جَميعًا أنْ يَفْرُطَ عليَّ أحَدٌ مِنْهُمْ وأنْ يَبْغِيَ عليَّ، عَزَّ جارُكَ، وجَلَّ ثَناؤكَ، ولا إلهَ غَيرُكَ،

ــ

ضرورة، ونعني به الأرضين السبع الطباق دون الأقاليم السبعة طباقًا للسموات على سبع طبقات كما قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: ١٢] وقال - صلى الله عليه وسلم - من غصب قيد شبر من أرض طوقه الله سبع أرضين يوم القيامة (ومَا قَلَّتْ) بالقاف وتشديد اللام أي أقلته وحملته ورفعته من المخلوقات وفي القاموس استقله حمله ورفعه كقله وأقله اهـ، ووقع لابن الجزري أنه فسر أقلت بقوله أي ارتفعت واستقلت عليه اهـ، وتعقب بأنه غير ظاهر لأن الإقلال إذا كان بمعنى الارتفاع يكون ما قلت عبارة عما يكون في جوف الأرض فلا يحسن التعميم ولا يظهر المقابلة مع أنه مخالف للغة كما تقدم في القاموس. قوله: (ومَا أَضلَّتْ) بالضاد المعجمة وتشديد اللام من الإضلال وهو الإغواء أي ما أضلته الشياطين من الإنس والجن وما هنا بمعنى من واختير على من للمشاكلة ليطابق ما قبله من تغليب غير ذوي العقول لكثرته على العقلاء لتنزيلهم منزلة من لا عقل له أولًا لأنها في كل بمعنى الوصفية. قوله: (كُنْ لي جَارًا) أي مجيرًا ومعينًا قال تعالى وهو يجير ولا يجار عليه. قوله: (جَمِيعًا) هو منصوب على الحال قال في المرقاة فهو تأكيد معنوي بعد تأكيد لفظي أي تأكيد من جهة المعنى بعد تأكيد لفظي أي صناعي وإن كان بألفاظ التأكيد المعنوي ووقع في رواية ومن شر خلقك أجمعين وروي فيه تغليب العقلاء فشرفهم على غيرهم وإن كانوا أكثر. قوله: (أَنْ يَفْرُطَ) هو بفتح الياء والراء

من الفرط وهو العدوان والتجاوز في الحد ظلمًا قاله ابن الجزري وقيل يعني بيفرط يغلب أو يقصر في حق وقال في المصابيح قوله يفرط على أحد منهم أي يقصد أذى مسرعًا ثم يصح أن يكون بدل اشتمال من قوله شر خلقك أي من أن يفرط على أحد الخ. قوله: (أَوْ أَنْ يَبغِي) بكسر الغين أي يظلم (عَلَى) أحد. قوله: (عزَّ جارُكَ) أي قوي وغلب وصار عزيزًا كل من استجار بك والتجأ إليك. قوله: (وجَلَّ ثنَاؤُكَ) أي عظمت صفاتك الجليلة عن أن يلحقها نقص أو

<<  <  ج: ص:  >  >>