حَلْقة من أصحابه فقال: ما أجْلَسَكُمْ؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمَده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا،
ــ
يلي جسده وكان عنده قلامة أظفار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأوصى أن تجعل في عينيه وفمه وقال افعلوا ذلك وخلوا بيني وبين أرحم الراحمين. ولما نزل به الموت قال يا ليتني كنت رجلاً
من قريش بذي طوى ولم آل من هذا الأمر شيئاً. قوله:(حلقة) هو بإسكان اللام وفي التهذيب للمصنف حلقة العلم ونحو ما بإسكان اللام هذه هي اللغة الفصيحة المشهورة ويقال بفتحهما في لغة قليلة حكاها ثعلب والجوهري، وجمعها على هذه اللغة حلق وحلقات وأما على لغة الإسكان فجمعها حلق بفتح الحاء وكسرها مع فتح اللام كما في شرح مسلم للمصنف. قوله:(نذكر الله تعالى) قال الراغب في مفرداته العلي هو الرفيع القدر وإذا وصف به تعالى نحو أنه هو العلي الكبير فالمراد أنه يعلو أن يحيط به وصف الواصفين بل علم العارفين وعلى ذلك يقال تعالى نحو: {وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (١)} [يونس: ١٨]. وتخصيص لفظ التعالي لمبالغة ذلك منه لا على سبيل التكلف كما يكون من البشر اهـ. قوله:(ونحمده) معطوف على نذكر من عطف الخاص على العام للاهتمام. قوله:(على ما هدانا) أي لأجل هدايته إيانا ومنه علينا فعلى فيه للتعليل بمعنى اللام قال في المغني "الرابع" أي من معاني على التعليل نحو {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ}[البقرة: ١٨٥] أي لهدايته إياكم اهـ، وتعقبه الدماميني بأنه يحتمل التضمين كما صرح به الزمخشري أي ولتكبروا الله حامدين على ما هداكم واعترضه المصنف يعني ابن هشام في حواشي التسهيل بأن هذا التقدير يبعده قول الداعي على الصفا والمروة الله أكبر على ما هدانا والحمد لله على ما أولانا فيأتي بالحمد بعد تعديته التكبير بعلى اهـ، وإيضاحه أنه لو كان وقوع على في الآية لتضمين التكبير معنى الحمد لكان في الدعاء المذكور كذلك ولو كان كذلك لعطف الجار والمجرور على مثله ولم يذكر الحمد لله في البين قال الدماميني