للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن هداهم الله، وهذا يرد قول القدرية، وبمثل هذا أخبر الله عن أهل النار بقوله: {وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاءُ} وهم الأتباع {لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا} وهم القادة (١) {إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ} لدينه وطاعته {لَهَدَيْنَاكُمْ} (٢) لدينه فنسبوا الهداية إلى الله سبحانه، والهدى في هذا كله لا يحتمل إلا التأييد والتوفيق إلى الإسلام.

وروي أن الحسن بن علي – رضي الله عنه – قال: "علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أدعو في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت … " (٣) إلى آخر الكلمات. وهذا الخبر مما تلقته الأمة بالقبول، وعمل به الأئمة الأعلام (٤) وهو موافق لما أمر الله عباده أن يدعوه بقوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (٥)


(١) قوله: "وهو القادة" إلى قوله: "قالوا" ليست في - ح- وفي كلا النسختين خطأ في الآية حيث كتبت هكذا (من عذاب الله من شيء قال الذين استكبروا .. ).
(٢) إبراهيم آية (٢١)، وانظر: كلام القرطبي في الآيات حيث شرحها بمثل ما ذكرنا هنا تفسير القرطبي ٩/ ٣٥٥.
(٣) أخرجه ت. أبواب الوتر (ب. ما جاء في القنوت من الوتر وقال: "هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي الجوزاء السعدي، واسمه ربيعة بن شيبان"، سنن الترمذي ٢/ ٣٢٨، د. ابواب الوتر (ب. القنوت في الوتر) ١/ ٢٢٥، جه. كتاب إقامة الصلاة (ب. ما جاء في القنوت في الوتر) ١/ ٣٧٣، ن. قيام الليل (ب. الدعاء في الوتر ٣/ ٢٤٨. دي. كتاب الصلاة (ب. الدعاء في الوتر) ١/ ٣٧٣ حم. ١/ ١٩٩ - ٢٠٠).
(٤) قال الترمذي - رحمه الله - بعد إيراد حديث الحسن المتقدم: "ولا نعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم في الوتر شيئاً أحسن من هذا، واختلف أهل العلم في القنوت في الوتر، فرأى عبد الله بن مسعود القنوت في الوتر في السنة كلها، واختار القنوت قبل الركوع وهو قول بعض أهل العلم وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك وإسحاق وأهل الكوفة، وقد روي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه كان لا يقنت إلا في النصف الآخر من رمضان وكان يقنت بعد الركوع وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا وبه يقول الشافعي وأحمد" انتهى. سنن الترمذي ٢/ ٣٢٩.
(٥) الفاتحة آية (٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>