للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقدر على السجود (١)، قال الله تعالى: {وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} قيل في التفسير: يدعون إلى السجود في الدنيا مع الجماعة وهم سالمون من السفافيد (٢) (٣)، ويدل على صحة ما ذهبنا إليه من ذلك قوله تعالى: {الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً} (٤)، والمراد بذلك أعين القلوب لأنه قيل ما من إنسان إلا وله أربع أعين عينان في راسه يبصر بهما أمر دنياه، وعينان في قلبه يبصر بهما أمر آخرته ودينه. فإذا أراد الله

بالعبد خيراً فتح العينين فأبصر بهما (٥) وما وعده الله بالغيب، وإذا أراد


(١) الحديث أصله في البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أخرجه خ. في كتاب التوحيد باب: قول الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة) ٩/ ١٠٥، م. كتاب الإيمان (ب. معرفة طريق الرؤية) ١/ ١٦٨.
(٢) ذكر هذا التفسير ابن جرير بسنده عن سعيد بن جبير وإبراهيم التيمي. تفسير ابن جرير ٢٩/ ٤٣.
(٣) يمكن أن يجاب عن هذا بأنه في الآخرة وليس بتكليف عبادة بل تكليف عقوبة وتعجيز جزاءاً لهم لعدم فعلهم ما كان في طاعتهم كلفوا ما لا طاقة به في الآخرة ليظهر خزيهم ويتضح نفاقهم وكفرهم.
(٤) الكهف آية (١٠١).
(٥) (بهذا) ليست في - ح-.

<<  <  ج: ص:  >  >>