(٢) ولم يصح كما تقدم. (٣) وهذا الاحتجاج من السارق باطل لأن احتجاجه بالقدر على المعصية من جنس احتجاج المشركين بالقدر الذين عابهم وكذبهم بقوله عز وجل: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاّ تَخْرُصُونَ}. (٤) لعل مراد المصنف بهذا أن السارق لو كان منكراً للقضاء والقدر لقتله عمر - رضي الله عنه - لأنه سيأتي قوله للجاثليق ص ٥٠٠ لما أنكر أن يضل الله أحدأً: "أما والله لولا عهد لك لضربت عنقك". (٥) أخرجه الطبري في تفسيره ١٣/ ١١٨، واللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة ٤/ ٦١٤. وهذا القول من عمر - رضي الله عنه - يدل على أنه يرى أن المحو يكون حتى للشقاوة والسعادة وهو خلاف ما روي عن ابن عباس مما تقدم ص ٤٩٠ من أن المحو لا يدخل على الملائكة من الكتب، أما ما في اللوح المحفوظ فهو ثابت لا يتغير ولا يتبدل وهو المراد بقوله: {وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} والله أعلم.