(٢) الكهف آية (٧٠). (٣) أخرجه خ. كتاب التوحيد (ب. قول الله تعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}) ٩/ ١٢٣ من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - تعليقاً، وأخرجه عنه مسنداً د. كتاب الصلاة (ب. رد السلام في الصلاة) ١/ ١٤٦ حم ١/ ٤٣٥ - ٤٦٣. والحديث مروي من عدة طرق كلها عن عاصم بن بهدلة بن أبي النجود عن أبي وائل عن ابن مسعود - رضي الله عنه - وعاصم قال عنه الإمام أحمد: كان خيراً ثقة، وتكلم فيه بعض العلماء من ناحية حفظه، وقال ابن حجر في التقريب ص ١٥٨: "صدوق له أوهام"، وانظر: التهذيب ٥/ ٣٨. وصحح الحديث ابن حبان انظر: نصب الراية ٢/ ٦٩ وقد استدل البخاري - رحمه الله - بهذا الأثر على إثبات أن القرآن محدث أي جديد بالنسبة لمن أنزل إليهم، وقد استدل أيضاً لهذا بما رواه بسنده في صحيحه عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: "يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل الله على نبيكم صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله محضاً لم يُشَب .. ". وقد ذكر - رحمه الله - في خلق أفعال العباد عن أبي عبيد القاسم بن سلام في معنى قوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} قال: قائماً حدث عند النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما علمه الله ما لم يكن يعلم، ونحو هذا في معنى الآية نقل ابن حجر في الفتح عن ابن أبي حاتم أنه أخرج عن هشام بن عبيد الله، الرازي أن رجلاً من الجهمية احتج لزعمه أن القرآن مخلوق بهذه الآية فقال له هشام: "محدث إلينا محدث إلى العباد)، وأخرج عن نعيم بن حماد أنه قال: (محدث عند الخلق لا عند الله". انتهى. وابن جرير - رحمه الله - لم يذكر في الآية معنى غير أنه محدث نزوله للخلق فقال: (يقول تعالى ذكره: ما يحدث الله من تنزيل شيء من هذا القرآن للناس ويذكرهم به)، وروى بسنده عن قتادة أنه قال في الآية: "ما ينزل عليهم شيء من القرآن إلا استمعوه وهم يلعبون". قال ابن كثير - رحمه الله - في الآية {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} أي جديد إنزاله، وقد تقدم النقل عن الإمام أحمد نحو هذا، وهو أولى الأقوال وأظهرها، وإن كان ما ذكره المصنف من الأقوال الأخرى له وجه، والله أعلم. انظر: صحيح البخاري مع الفتح ١٣/ ٤٩٦ - ٤٩٧. خلق أفعال العباد ص ١٥١، تفسير ابن كثير ٣/ ١٧٢.