للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويدل على ما قلناه قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} (١)، وقوله تعالى لعيسى عليه السلام: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} (٢)، وقال تعالى: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} (٣).

وروي عن معاوية بن الحكم السلمي قال: قلت يا رسول الله: إن لي جارية ترعى غنيمات لي وأنا أطلعتها يوماً اطلاعة، فوجدت ذئباً قد ذهب منها بشاة وأنا من بني آدم أسف كما يأسفون فصككتها صكة، فعظم ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت أفلا أعتقها، فقال: ادعها لي، فدعوتها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "أين الله؟ "، قالت: الله في السماء، قال: فمن أنا، قالت: أنت رسول الله، فقال: "اعتقها فإنها مؤمنة" (٤).

وروى أبو هريرة أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجارية سوداء أعجمية، فقال: يا رسول الله: إن لي عتق رقبة مؤمنة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين الله؟، فأشارت بأصبعها السبابة إلى السماء فقال لها: من أنا؟ فأشارت بأصبعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى السماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اعتقها" (٥). وروى عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من توضأ فأحسن وضوءه، ثم رفع نظره إلى السماء فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسولهن فتحت له ثمانية أبواب


(١) الأنعام آية (١٨، ٦١).
(٢) آل عمران آية (٥٥).
(٣) النساء آية (١٥٨).
(٤) أخرجه خ. كتاب المساجد (ب. تحريم الكلام في الصلاة) ١/ ٣٨٢، د. كتاب الصلاة (ب. تشميت العاطس) ١/ ١٤٧، حم. ٥/ ٤٤٧ - ٤٤٨، اللالكائي في السنة ٣/ ٣٩٢.
(٥) أخرجه الإمام أحمد في المسند ٢/ ٢٩١، واللالكائي في السنة ٣/ ٣٩٢، وابن خزيمة في التوحيد ١/ ٢٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>