للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ربه {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين} (١).

وروي عن عبيد (٢) بن عمير (٣) قال " قال آدم وذكر خطيئته فقال: رب أرأيت معصيتي التي عصيت أشيء كتبته عليّ قبل أن تخلقني أم شيء ابتدعته من نفسي؟ قال: بل شيء كتبته عليك قبل أن أخلقك، قال فكما كتبته عليّ فاغفر لي " (٤). وروي عن حسان بن عطية (٥) قال: " بكى آدم على خطيئته ستين عاما وعلى ابنه حين قتل أربعين عاما (٦)، فقيل له في بكائه على خطيئته فقال: أبكي على جوار ربي في دار تربتها طيبة أسمع فيها أصوات الملائكة " (٧) (٨).

وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لما خلق الله الجنة


(١) أخرجه عن مجاهد ابن جرير في تفسيره ١/ ٢٤٤، كما أخرجه أيضا عن أبي العالية والحسن، وأخرجه عبدة بن حميد عن الضحاك ذكر ذلك السيوطي في الدرر المنثور ١/ ١٤٤، وحكى هذا القول عن سعيد بن جبير القرطبي في تفسيره ١/ ٣٢٤، وابن كثير في تفسيره ١/ ٨١.
(٢) في - ح - (عبد الله) وهو خطأ.
(٣) هو عبيد بن عمير بن قتادة الليثي من كبار التابعين مجمع على ثقته. التقريب ص (٢٢٩)
(٤) أخرجه ابن جرير في تفسيره ١/ ٢٤٤.
(٥) حسان بن عطية بضم العين المحاربي مولاهم أبو بكر الدمشقي ثقة عابد. توفي بعد (١٢٠ هـ -). التقريب (٦٨).
(٦) إلى هنا أخرجه عنه الآجري
(٧) روى الآجري في الشريعة عن يزيد الرقاشي مع رواية حسان، فلعل نسخته سقط منها إسناد رواية يزيد لأنه ذكر أول الرسالة أنه ينقل عن الآجري، أو يكون السقط من ناسخ كتاب الانتصار، والله أعلم أي ذلك كان.
(٨) ظاهر من إيراد المصنف لهذه الأدلة على أن الجنة والنار مخلوقتان أنه يرى أن جنة الخلد هي الجنة التي دخلها آدم عليه السلام، وأخرج منها وأنها في السماء، والمسألة خلافية قد نقلها ابن القيم في كتابه حادي= = الأرواح ونقل الأدلة والأقوال فيها، ولم ينتصر فيها لقول من الأقوال، مع أنه - رحمه الله - قد أثبت في الميمية أن جنة الخلد هي الجنة التي كان يسكن فيها آدم عليه السلام حيث يقول: -
فحي على جنات عدن فإنها منازلك الأولى وفيها المخيم.
ولكنها سبى العدو فهل ترى نعود إلى أوطاننا ونُسَلَّم.
انظر: حادي الأرواح ص (١٩ - ٣٤)، شرح القصيدة الميمية ص (٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>