للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى ابن عباس "أن وفد عبد القيس لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم بالإيمان فقال: أتدرون ما الإيمان؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تطوا الخمس من المغنم" (١).

وروي أنه فسر الإيمان بالخمس التي قال بني الإسلام عليها (٢).

وأما وروده على الاختلاف والتداخل (٣) فقوله تعالى: {قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} (٤) فأراد بالإيمان هاهنا التصديق بالقلوب، لأنهم ادعوا ذلك فأخبر الله أنهم ليسو كذلك، وأمرهم بأن يقولوا أسلمنا ومعناه استسلامهم في الظاهر باللسان والجوارح (٥) بدليل قوله تعالى: {وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}، لأن هذه الآية نزلت


(١) أخرجه ح. كتاب الإيمان (ب أداء الخمس من الإيمان) ١/ ١٦ م. كتاب الإيمان (ب الأمر بالإيمان بالله … ) ١/ ٤٦.
(٢) ورد هذا في رواية البيهقي في السنن الكبرى لحديث وفد عبد القيس حيث جاء فيه (أتدرون ماالإيمان: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتصوموا رمضان وتحجوا البيت الحرام قال: وأحسبه قال: وتعطوا الخمس من الغنائم … " الحديث، السنن الكبرى ٤/ ١٩٩، وهذه الرواية من طريق أبي قلابة الرقاش عن أبي زيد الهروي عن قرة بن خالد عن أبي حمزة عن ابن عباس، قال ابن حجر عن هذه الرواية: "إنها رواية شاذة"، ثم قال: "أبو قلابة تغير حفظة في آخر أمره فلعل هذا مما حدث به في التغير". فتح الباري ١/ ١٣٤.
(٣) كلمة التداخل هنا لا معنى لها إذا التداخل دخول أحدهما في الآخر وهذا يصح في المذكور قبله وهو الترادف أما هنا فإن الاختلاف بينهما لا يجعل هناك تداخلاً إلا أن يكون الاختلاف خاصاً بالآية وحديث أبي برزة بعده - وخاصة أنه يفسر الإسلام هنا مع عدم التصديق والاختلاف والتداخل يكون في حديث جبريل والذي بعده إذ الإسلام لا بد له من تصديق يصححه والإيمان لا بد له من إسلام يصدقه.
(٤) الحجرات آية (١٤).
(٥) تقدم بيان أن الصحيح أن هؤلاء ليسوا منافقين ص ٧٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>