للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آمن عليك، قال فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلته على أطراف أصابعه حتى حفيت رجلاه، فلما رآه قد حفيت رجلاه حمله على كاهله وجعل يشتد به، حتى أتى به الغار فأنزله، وقال: والذي بعثك بالحق لا تدخله حتى أدخله فإن كان فيه شيء نزل بي قبلك، فدخل فلم ير شيئاً فحمله فأدخله، وكان في الغار خروق فيهن حيات وأفاعي، فشق أبو بكر - رضي الله عنه - ثوبه فحشى في كل خرق منها قطعه من ثوبه، فبقي خرق فوضع أبو بكر عقبه عليه فجعلت الحيات والأفاعي تضربه وتلسعه، وجعلت دموعه تنحدر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا أبا بكر لا تحزن إن الله معنا" (١). فلما أصبح قال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر ما صنع ثوبك فأخبره بما صنع به فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال: "اللهم اجعل أبا بكر معي في درجتي في الجنة فأوحى الله إليه أني قد استجبت لك" (٢).


(١) إلى هنا أخرجه اللالكائي في السنة ٧/ ١٢٧٨ وذكره المحب الطبري بتمامه في الرياض النضرة ١/ ١٠٥ وعزاه إلى الحافظ أبو الحسن بن بشران في سيرته عن ضبة بن محصن عن عمر أنه قال له: والله لليلة من أبي بكر ويوم خير من عمر، قال: قلت: نعم يا أمير المؤمنين، قال: أما ليلته، فذكره، وسنده ضعيف جداً فإن فيه فرات بن السائب قال البخاري: "منكر الحديث"، وقال الدار قطني: "متروك". انظر: ميزان الاعتدال ٣/ ٣٤١ وفيه عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي قال الذهبي: "يروي عن مالك أتى بخبر باطل طويل وهو المتهم يه، وأتي عن فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ضبة بن محصن عن أبي موسى بقصة الغار وهو يشبه وضع الطرقية". ميزان الاعتدال ٢/ ٥٤٥، ومراد الذهبي هنا هذا الحديث إلا أنه عزاه إلى أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - لأنه ورد ذكر له في القصة كما ذكرها المحب الطبري في الرياض النضرة ١/ ١٠٥.
(٢) من قوله: "فلما أصبح … إلخ" هذه من رواية أخرى أخرجها اللالكائي ٧/ ١٢٧٩ بسنده عن علي ابن. يد بن جدعان عن ابن المسيب عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - وإسنادها ضعيف لضعف علي بن. يد بن جدعان. انظر: التقريب ص ٢٤٦، كما أخرج هذه الرواية أبو نعيم في الحلية ١/ ٣٣ بسنده عن هلال بن عبد الرحمن عن عطاء بن أبي ميمونة عن أنس به وإسنادهما ضعيف جداً، فإن هلال بن عبد الرحمن قال عنه العقيلي: "منكر الحديث"، وقال الذهبي: "الضعف لائح على أحاديثه فليترك". ميزان الاعتدال ٤/ ٣١٥. وقد أدمج المصنف - رحمه الله، هنا الرواية عن عمر مع ارواية عن أنس وكتاب السنة للالكائي سقط منه بقية الرواية عن عمر لأنه انتهى عند قوله: "لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته وهي طمأنينة لأبي بكر فهذه ليلة وأما يومه" وانتهى الخبر هنا وقد أوردها بتمامها المحب الطبري في الرياض النضرة ١/ ١٠٥ وذكر أن يومه موقفه من أهل الردة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>