وكذلك لا ينفر الصيد، ولا يعضد الشوك، ولا يقطع الشجر الأخضر إلا ما استنبته الآدميون فلهم أخذه.
وقوله:((إِلَّا الْإِذْخِرَ، فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِمْ وَلِبُيُوتِهِمْ، فَقَالَ: إِلَّا الْإِذْخِرَ)) الإذخر: حشيشة طيبة الرائحة تسقف بها البيوت فوق الخشب، والقين هو: الحداد، والصائغ، ومعناه: يحتاج إليه القين في وقود النار، وفي القبور لِتُسَدَّ به فُرَجُ اللحد المتخللة بين اللبنات، وفي سقوف البيوت بأن يجعل فوق الخشب.
في هذا الحديث: امتثال أبي شريح لأمر النبي صلى الله عليه وسلم: ((وَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ))، فبلَّغ أبا عمرو بن سعيد: أنه لا يجوز القتال في مكة، وتلطف رضي الله عنه، فقال:((ائْذَنْ لِي أَيُّهَا الْأَمِيرُ أُحَدِّثْكَ قَوْلًا))، وهذا من باب التأدب مع الأمراء.
وقوله:((سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي، وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنَايَ))، يعني: سمعت الرسول عليه الصلاة والسلام، ورأيته بعيني، ووعاه قلبي حين تكلم بهذا الكلام.