حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كُنْتُ أَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاخْتَبَأْتُ مِنْهُ، فَذَكَرَ بِمِثْلِهِ.
قوله:((فَحَطَأَنِي حَطْأَةً)): فسَّرها الراوي بـ ((قَفَدَنِي قَفْدَةً)): بقاف ثم فاء ثم دال مهملة، وهو: الضرب باليد مبسوطة بين الكتفين، وإنما فعل هذا بابن عباس رضي الله عنهما ملاطفة وتأنيسا.
وفي هذا الحديث: ممازحته صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما، فقد دعا ابن عباس رضي الله عنهما- وكان غلامًا صغيرًا لم يناهز الاحتلام، كان ابن عشر سنين أو أقل- دعاه فتوارى خلف الباب، فضربه بيده بين كتفيه من باب المزاح، وقال له:((اذْهَبْ، وَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ))، فذهب ودعا معاوية رضي الله عنه، فلم يأت، ثم أرسله مرة ثانية، وقال:((اذْهَبْ، فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ))، فلم يأت، وتأخر عليه، وقال: إنه يأكل يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((لَا أَشْبَعَ اللهُ بَطنَهُ))، وقد اختلف العلماء في هذا الدعاء، فقيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليه بأن يأكل كثيرًا، وهذا فيه منقبة له؛ لأنه يتلذذ بالأكل، ولا يزال يأكل، والملوك يتلذذون بالأكل لكثرة المشتهيات، ولا يشبع لكونه لا يتعب فيترك الأكل، وهذه منقبة له.