للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الإمام أحمد رحمه الله (١)، وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (٢)، وقد ردَّ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه: (بيان تلبيس الجهمية) (٣) قول الرازي في كتابه: (أساس التقديس) (٤): بأن الضمير يعود إلى آدم عليه السلام.

والحديث يقتضي نوعًا من المشابهة وهي المشابهة في مطلق الصورة، لا في الحقيقة ولا في المقدار، كمن رأى انعكاس القمر في الماء، وقال: هذا قمر، فهذه الصورة تشبه القمر في الشكل والصورة، لكن هل حقيقة الصورة التي في الماء هي حقيقة القمر الذي في السماء؟ الجواب: لا؛ لأنها لا تشبهه لا في الحقيقة، ولا في المقدار، ولا في الجنس، وإنما المشابهة في مطلق الصورة.

فالصحيح- كما أسلفنا- أن الضمير في قوله: ((عَلَى صُورَتِهِ)): يعود إلى الله تعالى، بدليل ما ثبت في الرواية الأخرى من قوله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَةِ الرَّحْمَنِ)) (٥)، وهذه رواية ثابتة بسند لا بأس به، ذكرها الحافظ ابن حجر رحمه الله في (فتح الباري) (٦)، والمازري رحمه الله- لكونه من المؤولة- ردَّ هذه الرواية، وقال: ((إنها غير ثابتة)) (٧)، وهذا باطل.

والصواب: أنها ثابتة، كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله، بل إن من أهل السنة من غلط في هذا؛ لأنه لم يفهم معنى الحديث، فظن أن فيه تشبيهًا، ومنهم ابن خزيمة رحمه الله في (كتاب التوحيد)، فقد قال: ((أيها الناس لا


(١) إبطال التأويلات، لأبي يعلى (١/ ٧٥).
(٢) بيان تلبيس الجهمية، لابن تيمية (٦/ ٣٨٤ - ٤١٩).
(٣) بيان تلبيس الجهمية، لابن تيمية (٦/ ٣٥٥ - ٣٦٦).
(٤) أساس التقديس، للرازي (ص ١١٠ - ١١٦).
(٥) أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (٤٩٨)، والطبراني في الكبير (١٣٥٨٠)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٩٤٠)، والدارقطني في الصفات (٤٨).
(٦) فتح الباري، لابن حجر (٥/ ١٨٣).
(٧) المعلم بفوائد مسلم، للمازري (٣/ ٤٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>