تشبه اللؤلؤ الكبار، وهذا تشبيه للماء الذي ينزل منه باللؤلؤ في صفائه.
وقوله:((فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ))، يعني: لا يمكن أن يجد كافر ريح نَفَس عيسى عليه السلام إلا مات.
وقوله:((وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ))، يعني: أن أي كافر يراه مد البصر يموت، وأما الكفرة البعيدون فلا، وسيأتي أن يأجوج ومأجوج من الكفرة، وأن عيسى ومن معه من المؤمنين يتحرزون ويتحصنون بجبل الطور، فكيف لا يموتون إذا وجدوا ريح نفَسه؟ قيل: إما لكثرتهم؛ أو لأنهم مستثنون من هذا.
وقوله:((فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ، فَيَقْتُلُهُ)): باب لد في بلدةٍ قرب بيت المقدس، وفي اللفظ الآخر:((فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ)): ولو تركه لمات، ولكنه يقتله.
وقوله:((فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ؛ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى: إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ)): وهم يأجوج ومأجوج، وهذه هي العلامة الرابعة.
مسألة: قوله: ((فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى)): معلوم أن الوحي انقطع بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف يقول:((إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى))؟
والجواب: أن هذا خاص بعيسى عليه السلام، أو أن الوحي هنا بمعنى: الإلهام، أي: يلهمه الله: أني قد أخرجتُ عبادًا لي، وهم يأجوج ومأجوج.
وقوله:((إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ))، أي: لا قدرة ولا طاقة لأحد بقتالهم.