للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: جئت أسألك عن المسح على الخفين؟ قال: نعم؛

«لقد كنت في الجيش الذين بعثهم رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فأمرنا أن نمسح على الخفين، إذا نحن أدخلناهما على طهر، ثلاثا إذا سافرنا، ويوما وليلة إذا أقمنا، ولا نخلعهما من غائط، ولا بول، ولا نوم، ولا نخلعهما إلا من جنابة».

قال: وسمعت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يقول:

«إن بالمغرب بابا مفتوحا للتوبة، مسيرته سبعون سنة، لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه» (١).

- وفي رواية: «عن زِرّ بن حُبَيش، قال: أتيت صفوان بن عسال المرادي، فقال: ما جاء بك؟ قلت: ابتغاء العلم، قال: بلغني أن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يفعل، قال: قلت له: إنه حاك، أو قال: حك في نفسي، شيء من المسح على الخفين، فهل حفظت من رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فيه شيئا؟ قال: نعم؛

«كنا إذا كنا سفرا، أو مسافرين، أمرنا أن لا نخلع خفافنا ثلاثا، إلا من جنابة، ولكن من غائط، وبول، ونوم».

قال: فقلت: فهل حفظت من رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم في الهوى شيئا؟ قال: نعم؛

«كنا مع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم في بعض أسفاره، فناداه رجل كان في آخر القوم، بصوت جهوري، أعرابي جلف جاف، فقال: يا محمد، يا محمد، فقال له القوم: مه، إنك قد نهيت عن هذا، فأجابه رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم نحوا من صوته: هاؤم، فقال: الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم؟ قال: فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: المرء مع من أحب».

قال زر: فما برح يحدثني حتى حدثني؛

«أن الله عز وجل جعل بالمغرب بابا عرضه مسيرة سبعين عاما للتوبة، لا يغلق حتى تطلع الشمس من قبله، وذلك قول الله، عز وجل: {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها} الآية» (٢).


(١) اللفظ لأحمد (١٨٢٦٣ و ١٨٢٦٤ و ١٨٢٦٥).
(٢) اللفظ للترمذي (٣٥٣٦).