• حديث الوليد بن عبد الله بن جميع، عن أبي الطفيل، قال:
⦗٤٣٧⦘
«لما أقبل رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم من غزوة تبوك، أمر مناديا فنادى: إن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم آخذ العقبة، فلا يأخذها أحد، فبينما رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يقوده حذيفة، ويسوق به عمار، إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل، غشوا عمارًا وهو يسوق برسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم لحذيفة: قد. قد، حتى هبط رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فلما هبط رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم نزل ورجع عمار، فقال: يا عمار، هل عرفت القوم؟ فقال: قد عرفت عامة الرواحل، والقوم متلثمون، قال: هل تدري ما أرادوا؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: أرادوا أن ينفروا برسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فيطرحوه، قال: فسار عمار رجلا من أصحاب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فقال: نشدتك بالله، كم تعلم كان أصحاب العقبة؟ فقال: أربعة عشر، فقال: إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر، فعذر رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم منهم ثلاثة، قالوا: والله، ما سمعنا منادي رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وما علمنا ما أراد القوم، فقال عمار: أشهد أن الاثني عشر الباقين حرب لله ولرسوله، في الحياة الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد».
قال الوليد: وذكر أَبو الطفيل في تلك الغزوة، أن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قال للناس، وذكر له أن في الماء قلة، فأمر رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم مناديا فنادى: أن لا يرد الماء أحد قبل رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فورده رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فوجد رهطا قد وردوه قبله، فلعنهم رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يومئذ».