للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

- أَبواب القَدَر

٥٠١١ - عن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال: دخلت على عبادة، وهو مريض، أتخايل فيه الموت، فقلت: يا أبتاه، أوصني واجتهد لي، فقال: أجلسوني، فلما أجلسوه، قال: يا بني، إنك لن تطعم طعم الإيمان، ولن تبلغ حقيقة العلم بالله، تبارك وتعالى، حتى تؤمن بالقدر خيره وشره، قال: قلت: يا أبتاه، وكيف لي أن أعلم ما خير القدر من شره؟ قال: تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، يا بني، إني سمعت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يقول:

«إن أول ما خلق الله، تبارك وتعالى، القلمَُ، ثم قال: اكتب، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن، إلى يوم القيامة، يا بني، إن مت ولست على ذلك دخلت النار» (١).

- وفي رواية: «عن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال: أوصاني أبي، رحمه الله تعالى، فقال: يا بني، أوصيك أن تؤمن بالقدر خيره وشره، فإنك إن لم تؤمن أدخلك الله، تبارك وتعالى، النار، قال: وسمعت النبي صَلى الله عَليه وسَلم يقول: أول ما خلق الله، تبارك وتعالى، القلم، ثم قال له: اكتب، قال: وما أكتب؟ قال: القدر، قال: فكتب ما يكون، وما هو كائن، إلى أن تقوم الساعة» (٢).

⦗٤٥٧⦘

- وفي رواية: عن عبد الواحد بن سليم، قال: قدمت مكة، فلقيت عطاء بن أبي رباح، فقلت له: يا أبا محمد، إن أهل البصرة يقولون في القدر، قال: يا بني، أتقرأ القرآن؟ قلت: نعم، قال: فاقرأ الزخرف، قال: فقرأت {حم. والكتاب المبين. إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم} فقال: أتدري ما أم الكتاب؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه كتاب كتبه الله قبل أن يخلق السماوات، وقبل أن يخلق الأرض، فيه إن فرعون من أهل النار، وفيه {تبت يدا أبي لهب وتب} قال عطاء: فلقيت الوليد بن عبادة بن الصامت، صاحب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فسألته: ما كان وصية أبيك عند الموت؟ قال: دعاني أبي، فقال لي: يا بني، اتق الله، واعلم أنك لن تتقي الله حتى تؤمن بالله، وتؤمن بالقدر كله، خيره وشره، فإن مت على غير هذا دخلت النار، إني سمعت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يقول: إن أول ما خلق الله القلمَُ، فقال: اكتب، فقال: ما أكتب؟ قال: اكتب القدر ما كان، وما هو كائن إلى الأبد» (٣).


(١) اللفظ لأحمد (٢٣٠٨١).
(٢) اللفظ لأحمد (٢٣٠٨٣).
(٣) اللفظ للترمذي (٢١٥٥).