ثلاثتهم (عبد الله بن عون، وهشام بن حسان، وأيوب السَّخْتِياني) عن محمد بن سِيرين، عن أبي عبيدة بن حذيفة، قال: كنت أحدث حديثا عن عَدي بن حاتم، فقلت: هذا عدي في ناحية الكوفة، فلو أتيته فكنت أنا الذي أسمعه منه، فأتيته، فقلت: إني كنت أحدث عنك حديثا، فأردت أن أكون أنا الذي أسمعه منك، قال:
«لما بعث الله، عز وجل، النبي صَلى الله عَليه وسَلم فررت منه، حتى كنت في أقصى أرض المسلمين، مما يلي الروم، قال: فكرهت مكاني الذي أنا فيه، حتى كنت له أشد كراهية له مني من حيث جئت، قال: قلت: لآتين هذا الرجل، فوالله، إن كان صادقا فلأسمعن منه، وإن كان كاذبا ما هو بضائري، قال: فأتيته، واستشرفني الناس، وقالوا: عَدي بن حاتم، عَدي بن حاتم، قال: أظنه ثلاث مرار، قال: فقال لي: يا عَدي بن حاتم، أسلم تسلم، قال: قلت: إني من أهل دين، قال: يا عَدي بن حاتم، أسلم تسلم، قال: قلت: إني من أهل دين، قالها ثلاثا، قال: أنا أعلم بدينك منك، قال: قلت: أنت أعلم بديني مني؟! قال: نعم، قال: أليس ترأس قومك؟ قال: قلت: بلى، قال: فذكر محمد الركوسية، قال: كلمة التمسها يقيمها فتركها، قال: فإنه لا يحل في دينك المرباع، قال: فلما قالها تواضعت مني هنية، قال: وقال: وإني قد أرى أن مما يمنعك خصاصة تراها ممن حولي، وإن الناس علينا إلبا واحدا، هل تعلم مكان الحيرة؟ قال: قلت: قد سمعت بها ولم آتها، قال: لتوشكن
⦗٢٩١⦘
الظعينة أن تخرج منها بغير جوار، حتى تطوف ـ قال يزيد بن هارون: جوار، وقال يونس، عن حماد: جواز، ثم رجع إلى حديث عَدي بن حاتم، حتى تطوف بالكعبة، ولتوشكن كنوز كسرى بن هُرمُز أن تفتح، قال: قلت: كسرى بن هُرمُز؟ قال: كسرى بن هُرمُز، قال: قلت: كسرى بن هُرمُز؟ قال: كسرى بن هُرمُز، ثلاث مرات، وليوشكن أن يبتغي من يقبل ماله منه صدقة، فلا يجد».
قال: فلقد رأيت ثنتين، قد رأيت الظعينة تخرج من الحيرة، بغير جوار، حتى تطوف بالكعبة، وكنت في الخيل التي غارت، وقال يونس، عن حماد: أغارت ـ على المدائن، وايم الله، لتكونن الثالثة، إنه لحديث رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم حدثنيه (١).