- وفي رواية:«عن يحيى بن يَعمَر، قال: خرجت أنا وحميد بن عبد الرَّحمَن الحميري حاجين، أو معتمرين، وقلنا: لعلنا لقينا رجلا من أصحاب محمد صَلى الله عَليه وسَلم فنسأله عن القدر، فلقينا ابن عمر، فظننت أنه يكل الكلام إلي، فقلنا: يا أبا عبد الرَّحمَن، قد ظهر عندنا أناس يقرؤون القرآن، يتقفرون العلم تقفرا، يزعمون أن لا قدر، وأن الأمر أنف، قال: فإن لقيتهم، فأعلمهم أني منهم بريء، وهم مني برآء، والذي يحلف به ابن عمر، لو أن أحدهم أنفق مثل أحد ذهبا، ثم لم يؤمن بالقدر، لم يقبل منه، ثم قال: حدثني عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال: بينا رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ذات يوم جالسا، إذ جاء رجل شديد سواد اللحية، شديد بياض الثياب، فوضع ركبته على ركبة النبي صَلى الله عَليه وسَلم فقال: يا محمد، ما الإسلام؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، قال: صدقت، قال: فعجبنا من سؤاله إياه، وتصديقه إياه، قال: فأخبرني ما الإيمان، قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت، والقدر خيره وشره، حلوه ومره، قال: صدقت، قال: فعجبنا من سؤاله إياه، وتصديقه
⦗٨٩⦘
إياه، قال: فأخبرني ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال: فأخبرني متى الساعة، قال: ما المسؤول بأعلم من السائل، قال: فما أمارتها؟ قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة، رعاء الشاء، يتطاولون في البنيان، قال: فتولى وذهب، فقال عمر: فلقيني النبي صَلى الله عَليه وسَلم بعد ثالثة، فقال: يا عمر، أتدري من الرجل؟ قلت: لا، قال: ذاك جبريل، أتاكم يعلمكم دينكم» (١).