للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكان آخر ذاك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء، قال: اذهب فأفرغه عليك، وهي قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائها، وايم الله، لقد أقلع عنها، وإنه ليخيل إلينا أنها أشد ملأة منها حين ابتدأ فيها، فقال النبي صَلى الله عَليه وسَلم: اجمعوا لها، فجمعوا لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة، حتى جمعوا لها طعاما، فجعلوها في ثوب، وحملوها على بعيرها، ووضعوا الثوب بين يديها، قال لها: تعلمين، ما رزئنا من مائك شيئا، ولكن الله هو الذي أسقانا، فأتت أهلها وقد احتبست عنهم، قالوا: ما حبسك يا فلانة؟ قالت: العجب، لقيني رجلان، فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له: الصابئ، ففعل كذا وكذا، فوالله، إنه لأسحر الناس من بين هذه وهذه، وقالت بإصبعيها الوسطى والسبابة فرفعتهما إلى السماء، تعني السماء والأرض، أو إنه لرسول الله حقا، فكان المسلمون بعد ذلك يغيرون على من حولها من المشركين، ولا يصيبون الصرم الذي هي منه، فقالت يوما لقومها: ما أرى أن هؤلاء القوم يدعونكم عمدا، فهل لكم في الإسلام؟ فأطاعوها فدخلوا في الإسلام» (١).

⦗٢٠٨⦘

- وفي رواية: «كنت مع نبي الله صَلى الله عَليه وسَلم في مسير له، فأدلجنا ليلتنا، حتى إذا كان في وجه الصبح عرسنا، فغلبتنا أعيننا حتى بزغت الشمس، قال: فكان أول من استيقظ منا أَبو بكر، وكنا لا نوقظ نبي الله صَلى الله عَليه وسَلم من منامه إذا نام، حتى يستيقظ، ثم استيقظ عمر، فقام عند نبي الله صَلى الله عَليه وسَلم فجعل يكبر ويرفع صوته، حتى استيقظ رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فلما رفع رأسه، ورأى الشمس قد بزغت، قال: ارتحلوا، فسار بنا، حتى إذا ابيضت الشمس، نزل فصلى بنا الغداة، فاعتزل رجل من القوم لم يصل معنا،


(١) اللفظ للبخاري (٣٤٤).