للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فأتاهم فجلس إليهم، فقال لهم: هل لكم إلى خير مما جئتم له؟ قالوا: وما ذاك؟ قال: أنا رسول الله، بعثني إلى العباد، أدعوهم إلى أن يعبدوا الله، لا يشركوا به شيئا، وأنزل علي كتاب، ثم ذكر الإسلام، وتلا عليهم القرآن، فقال إياس بن معاذ، وكان غلاما حدثا: أي قوم، هذا والله خير مما جئتم له، قال:

⦗٢٤٩⦘

فأخذ أَبو الحيسر، أَنس بن رافع حفنة من البطحاء، فضرب بها في وجه إياس بن معاذ، وقام رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم عنهم، وانصرفوا إلى المدينة، فكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج، قال: ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك».

قال محمود بن لَبيد: فأخبرني من حضره من قومي عند موته: أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره، ويحمده ويسبحه حتى مات، فما كانوا يشكون أن قد مات مسلما، لقد كان استشعر الإسلام في ذلك المجلس، حين سمع من رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ما سمع.

أخرجه أحمد (٢٤٠١٨) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني الحصين بن عبد الرَّحمَن بن عَمرو بن سعد بن معاذ، أخو بني عبد الأشهل، فذكره (١).


(١) المسند الجامع (١١٣٧٢)، وأطراف المسند (٧٠٦١)، ومَجمَع الزوائد ٦/ ٣٦.
والحديث؛ أخرجه الطبري ٥/ ٦٥٢، والطبراني ١/ (٨٠٨)، والبيهقي في «دلائل النبوة» ٢/ ٤٢٠.