للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فأرسلوا في طلبه رجلين، فقالوا: العهد الذي جعلت لنا فيه، فدفعه إلى الرجلين، فخرجا به حتى بلغا به ذا الحليفة، فنزلوا يأكلون من تمر لهم، فقال أَبو بصير لأحد الرجلين: والله، إني لأرى سيفك يا فلان هذا جيدا، فاستله الآخر، فقال: أجل والله، إنه لجيد، لقد جربت به ثم جربت، فقال أَبو بصير: أرني أنظر إليه، فأمكنه منه، فضربه به حتى برد، وفر الآخر حتى أتى المدينة، فدخل المسجد يعدو، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: لقد رأى هذا ذعرا، فلما انتهى إلى النبي صَلى الله عَليه وسَلم قال: قتل والله صاحبي وإني لمقتول، فجاء أَبو بصير فقال: يا نبي الله، قد والله أوفى الله ذمتك، قد رددتني إليهم، ثم أنجاني الله منهم، فقال النبي صَلى الله عَليه وسَلم: ويل أمه مسعر حرب، لو كان له أحد، فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم، فخرج حتى أتى سيف البحر، قال: وينفلت أَبو جندل بن سهيل، فلحق بأبي بصير، فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم، إلا لحق بأبي بصير، حتى اجتمعت منهم عصابة، قال: فوالله، ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام، إلا اعترضوا لها، فقتلوهم وأخذوا أموالهم، فأرسلت قريش إلى النبي صَلى الله عَليه وسَلم تناشده الله والرحم، لما أرسل إليهم، فمن أتاه فهو آمن، فأرسل النبي صَلى الله عَليه وسَلم إليهم، فأنزل الله، عز وجل: {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم} حتى بلغ: {حمية الجاهلية}، وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله، ولم يقروا ببسم الله الرَّحمَن الرحيم، وحالوا بينهم وبين البيت» (١).


(١) اللفظ لأحمد (١٩١٣٦).
- وإن كان في إسناده عبد الرزاق، إلا أنه توبع متابعة كاملة، فقد أخرجه أحمد عقبه (١٩١٣٧)، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا مَعمَر، عن الزُّهْري، عن عروة، عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، قالا: خرج رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم زمن الحُدَيبيَة، في بضع عشرة مئة، فذكر الحديث.
واللفظ المذكور تمت مقابلته حرفا بحرف على رواية يحيى بن سعيد القطان، الصحيحة، وتم إثبات فروق الحروف بين الروايتين في اللفظ المذكور، إما بواسطة أحمد بن حنبل نفسه، أو ابنه عبد الله.
وقد تكرر ذلك مرارا في سياق اللفظ حتى في الحرف الواحد، ومثال ذلك: «قد جمعوا لك الأحابش، وقال يحيى بن سعيد، عن ابن المبارك: وقال: قد جمعوا لك الأحابيش»، وهكذا.