• أخرجه عبد الرزاق (٩٧٤١) عن مَعمَر، قال: قال الزُّهْري: وأخبرني عروة بن الزبير، قال:
«لما رجعت هوازن إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قالوا: أنت أبر الناس وأوصلهم، وقد سبي موالينا، ونساؤنا، وأخذت أموالنا، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: إني كنت استأنيت بكم، ومعي من ترون، وأحب القول إلي أصدقه، فاختاروا إحدى الطائفتين: إما المال، وإما السبي، فقالوا: يا رسول الله، أما إذا خيرتنا بين المال وبين الحسب، فإنا نختار الحسب، أو قال: ما كنا نعدل بالحسب شيئا، فاختاروا نساءهم وأبناءهم، فقام رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وخطب في المسلمين، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فإن إخوانكم هؤلاء قد جاؤوا مسلمين، أو مستسلمين، وإنا قد خيرناهم بين الذراري والأموال، فلم يعدلوا بالأحساب، وإني قد رأيت أن تردوا لهم أبناءهم ونساءهم، فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل، ومن أحب أن يكتب علينا حصته من ذلك، حتى نعطيه من بعض ما يفيئه الله علينا فليفعل، قال: فقال المسلمون: طيبنا ذلك لرسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قال: إني لا أدري من أذن في ذلك ممن لم يأذن، فأمروا عرفاءكم فليرفعوا ذلك إلينا، فلما رفعت العرفاء إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم أن الناس قد سلموا ذلك، وأذنوا فيه، رد رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم إلى هوازن نساءهم وأبناءهم، وخير رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم نساء كان أعطاهن رجالا من قريش، بين أن يلبثن عند من عنده، وبين أن يرجعن إلى أهلهن».
قال الزُّهْري: فبلغني أن امرأة منهم كانت تحت عبد الرَّحمَن بن عوف، فخيرت فاختارت أن ترجع إلى أهلها، وتركت عبد الرَّحمَن، وكان معجبا بها، وأخرى عند صفوان بن أُمية، فاختارت أهلها. «مُرسَل».