١٢٠٠٤ - عن حذيفة، عن أَبي بكر الصِّدِّيق، رضي الله عنه، قال:
«أصبح رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ذات يوم فصلى الغداة، ثم جلس حتى إذا كان من الضحى، ضحك رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ثم جلس مكانه حتى صلى الأولى، والعصر، والمغرب، كل ذلك لا يتكلم، حتى صلى العشاء الآخرة، ثم قام إلى أهله، فقال الناس لأَبي بكر: ألا تسأل رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ما شأنه؟ صنع اليوم شيئًا لم يصنعه قط، قال: فسأله، فقال: نعم، عرض علي ما هو كائن من أمر الدنيا وأمر الآخرة، فجمع الأولون والآخرون بصعيد واحد، ففظع الناس بذلك حتى انطلقوا إلى آدم، عليه السلام، والعرق يكاد يلجمهم، فقالوا: يا آدم، أنت أَبو البشر، وأنت اصطفاك الله، عز وجل، اشفع لنا إلى ربك، قال: قد لقيت مثل الذي لقيتم، انطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم إلى نوح {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين} قال: فينطلقون إلى نوح، عليه السلام، فيقولون: اشفع لنا إلى ربك، فأنت اصطفاك الله، واستجاب لك في دعائك، ولم يدع على الأرض من الكافرين ديارا، فيقول: ليس ذاكم عندي، انطلقوا إلى إبراهيم، عليه السلام، فإن الله، عز وجل، اتخذه خليلا، فينطلقون إلى إبراهيم، فيقول: ليس ذاكم عندي، ولكن انطلقوا إلى موسى، عليه السلام، فإن الله، عز وجل، كلمه تكليما، فيقول موسى، عليه السلام: ليس ذاكم عندي، ولكن انطلقوا إلى عيسى ابن مريم، فإنه يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى، فيقول عيسى، عليه السلام: ليس ذاكم عندي، ولكن انطلقوا إلى سيد ولد آدم، فإنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة، انطلقوا إلى محمد صَلى الله عَليه وسَلم فيشفع لكم إلى ربكم، عز وجل، قال: فينطلق فيأتي جبريل، عليه السلام، ربه، فيقول الله، عز وجل: ائذن له وبشره بالجنة، قال: فينطلق به جبريل، فيخر ساجدا قدر جمعة، ويقول الله، عز وجل: ارفع رأسك يا محمد، وقل يسمع، واشفع تشفع،