للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٣٢١٥ - عن أَنس بن مالك، عن أبي طلحة؛

«أن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم أمر يوم بدر، بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش، فقذفوا في طوي من أطواء بدر، خبيث مخبث، وكان إذا ظهر على قوم، أقام بالعرصة ثلاث ليال، فلما كان ببدر اليوم الثالث، أمر براحلته فشد عليها رحلها، ثم مشى واتبعه أصحابه، فقالوا: ما نراه إلا ينطلق ليقضي حاجته، حتى قام على شفة الركي، فجعل يناديهم بأسمائهم، وأسماء آبائهم: يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا، فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ فقال عمر: يا رسول الله، ما تكلم من أجساد لا أرواح لها؟! فقال: والذي نفس محمد بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم».

قال قتادة (١): أحياهم الله حتى أسمعهم قوله، توبيخا، وتصغيرا، وتقمئة، وحسرة، وندامة (٢).

⦗٦٨⦘

- وفي رواية: «أن النبي صَلى الله عَليه وسَلم كان إذا قاتل قوما فهزمهم، أقام بالعرصة ثلاثا، وأنه لما كان يوم بدر أمر بصناديد قريش، فألقوا في قليب من قلب بدر، خبيث منتن، قال: ثم راح إليهم، ورحنا معه، ثم قال: يا أبا جهل بن هشام، ويا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، ويا وليد بن عُتبة، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا، قال: فقال عمر: يا رسول الله، أتكلم أجسادا لا أرواح فيها؟ قال: والذي بعثني بالحق، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم. قال قتادة: بعثهم الله، عز وجل، ليسمعوا كلامه، توبيخا، وصغارا، وتقمئة. قال في أول الحديث: لما فرغ من أهل بدر، أقام بالعرصة ثلاثا» (٣).


(١) قول قتادة هذا مرسل، لا يحتج به.
(٢) اللفظ لأحمد (١٦٤٧٣).
(٣) اللفظ لأحمد (١٦٤٧٠).