للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٣٢٣٥ - عن شهر بن حوشب الأشعري, عن رابه (١)، رجل من قومه، كان خلف على أمه بعد أبيه, كان شهد طاعون عمواس, قال: لما اشتعل الوجع, قام أَبو عُبَيدة بن الجَراح في الناس خطيبا, فقال: أيها الناس؛

«إن هذا الوجع رحمة ربكم, ودعوة نبيكم, وموت الصالحين قبلكم, وإن أبا عبيدة يسأل الله أن يقسم له منه حظه, قال: فطعن, فمات, رحمة الله عليه, واستخلف على الناس معاذ بن جبل, فقام خطيبا بعده, فقال: أيها الناس, إن هذا الوجع رحمة ربكم, ودعوة نبيكم, وموت الصالحين قبلكم, وإن معاذا يسأل الله أن يقسم لآل معاذ منه حظه, قال: فطعن ابنه عبد الرَّحمَن بن معاذ, فمات, ثم قام, فدعا ربه لنفسه, فطعن في راحته, فلقد رأيته ينظر إليها, ثم يقبل ظهر كفه, ثم

⦗١٠٠⦘

يقول: ما أحب أن لي بما فيك شيئًا من الدنيا, فلما مات, استخلف على الناس عَمرو بن العاص, فقام فينا خطيبا, فقال: أيها الناس, إن هذا الوجع إذا وقع, فإنما يشتعل اشتعال النار, فتجبلوا منه في الجبال، قال: فقال له أَبو واثلة الهذلي: كذبت, والله، لقد صحبت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم , وأنت شر من حماري هذا, قال: والله، ما أرد عليك ما تقول, وايم الله, لا نقيم عليه, ثم خرج, وخرج الناس, فتفرقوا عنه, ودفعه الله عنهم, قال: فبلغ ذلك عمر بن الخطاب من رأي عَمرو, فوالله ما كرهه».

أخرجه أحمد (١٦٩٧) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني أَبَان بن صالح، عن شهر بن حوشب الأشعري، فذكره (٢).

- قال أَبو عبد الرَّحمَن عبد الله بن أحمد بن حنبل: أَبَان بن صالح جد أبي عبد الرَّحمَن مشكدانة.


(١) الراب؛ هو زوج أم اليتيم.
(٢) المسند الجامع (٥٤٩٩)، وأطراف المسند (٨٧٢١)، ومَجمَع الزوائد ٢/ ٣١٦، وغاية المَقصد (١١٤٩).
والحديث؛ أخرجه ابن أبي خيثمة في «تاريخه» ٢/ ١/ ٢٩٩.