فقال: لا هلك عليكم، ثم قال: يا أبا قتادة، ائت بالميضأة، فأتيته بها، فقال: احلل لي غمري، يعني قدحه، فحللته، فأتيته به، فجعل يصب فيه ويسقي الناس، فازدحم الناس عليه، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: يا أيها الناس، أحسنوا الملأ، فكلكم سيصدر عن ري، فشرب القوم حتى لم يبق غيري وغير رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فصب لي، فقال: اشرب يا أبا قتادة، قال: قلت: اشرب أنت يا رسول الله، قال: إن ساقي القوم آخرهم، فشربت وشرب بعدي، وبقي في الميضأة نحو مما كان فيها، وهم يومئذ ثلاث مئة».
قال عبد الله: فسمعني عمران بن حصين، وأنا أحدث هذا الحديث في المسجد الجامع، فقال: من الرجل؟ قلت: أنا عبد الله بن رباح الأَنصاري، قال: القوم أعلم بحديثهم، انظر كيف تحدث، فإني أحد السبعة تلك الليلة، فلما فرغت، قال: ما كنت أحسب أن أحدا يحفظ هذا الحديث غيري.
قال حماد: وحدثنا حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله المزني، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم، بمثله، وزاد قال: كان رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم إذا عرس وعليه ليل توسد يمينه، وإذا عرس الصبح، وضع رأسه على كفه اليمنى، وأقام ساعده (١).
⦗١٦٤⦘
- وفي رواية: «بينا نحن مع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم في بعض أسفاره، إذ مال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم أو قال: ماد، عن راحلته، فدعمته بيدي، قال: فاستيقظ، قال: ثم سرنا، قال: فمال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فدعمته بيدي، فاستيقظ، فقال: أَبو قتادة، فقلت: نعم يا رسول الله، فقال: حفظك الله كما حفظتنا منذ الليلة، ثم قال: لا أرانا إلا قد شققنا عليك، نح بنا عن الطريق، أو مل بنا عن الطريق، قال: فعدلنا عن الطريق، فأناخ رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم راحلته، فتوسد كل رجل منا ذراع راحلته،