١٣٣٥٥ - عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، أن أبا مالك الأشعري جمع قومه، فقال:
«يا معشر الأشعريين، اجتمعوا، واجمعوا نساءكم وأبناءكم، أعلمكم صلاة النبي صَلى الله عَليه وسَلم صلى لنا بالمدينة، فاجتمعوا، وجمعوا نساءهم وأبناءهم، فتوضأ، وأراهم كيف يتوضأ، فأحصى الوضوء إلى أماكنه، حتى لما أن فاء الفيء، وانكسر الظل، قام فأذن، فصف الرجال في أدنى الصف، وصف الولدان خلفهم، وصف النساء خلف الولدان، ثم أقام الصلاة، فتقدم فرفع يديه، وكبر، فقرأ بفاتحة الكتاب وسورة، يسرهما، ثم كبر فركع، فقال: سبحان الله وبحمده، ثلاث مرار، ثم قال: سمع الله لمن حمده، واستوى قائما، ثم كبر وخر ساجدا، ثم كبر فرفع
⦗٣٠٠⦘
رأسه، ثم كبر فسجد، ثم كبر فانتهض قائما، فكان تكبيره في أول ركعة ست تكبيرات، وكبر حين قام إلى الركعة الثانية، فلما قضى صلاته، أقبل إلى قومه بوجهه، فقال: احفظوا تكبيري، وتعلموا ركوعي وسجودي، فإنها صلاة رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم التي كان يصلي لنا كذي الساعة من النهار، ثم إن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم لما قضى صلاته، أقبل إلى الناس بوجهه، فقال: يا أيها الناس، اسمعوا واعقلوا، واعلموا أن لله، عز وجل، عبادا ليسوا بأنبياء، ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله، فجثى رجل من الأعراب، من قاصية الناس، وألوى بيده إلى نبي الله صَلى الله عَليه وسَلم فقال: يا نبي الله، ناس من الناس، ليسوا بأنبياء، ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله، انعتهم لنا، حلهم لنا، يعني صفهم لنا، شكلهم لنا، فسر وجه رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم لسؤال الأعرابي، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: هم ناس من أفناء الناس، ونوازع القبائل، لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله، وتصافوا، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور، فيجلسهم عليها، فيجعل وجوههم نورا، وثيابهم نورا، يفزع الناس يوم القيامة، ولا يفزعون، وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون» (١).