للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فلما انتهى الأشج أراد أن يقعد من ناحية، استوى النبي صَلى الله عَليه وسَلم قاعدا, قال: هاهنا يا أشج، وكان أول يوم سمي الأشج ذلك اليوم، أصابته حمارة بحافرها وهو فطيم، فكان في وجهه مثل القمر، فأقعده إلى جنبه، وألطفه، وعرف فضله عليهم، فأقبل القوم على النبي صَلى الله عَليه وسَلم يسألونه ويخبرهم، حتى كان بعقب الحديث, قال: هل معكم من أزودتكم شيء؟ قالوا: نعم، فقاموا سراعا، كل رجل منهم إلى ثقله, فجاؤوا بصبر التمر في أكفهم، فوضعت على نطع بين يديه، وبين يديه جريدة، دون الذراعين وفوق الذراع، فكان يختص بها، قلما يفارقها، فأومأ بها إلى صبرة من ذلك التمر, فقال: تسمون هذا التعضوض؟ قالوا: نعم، قال: وتسمون هذا الصرفان؟ قالوا: نعم، قال: وتسمون هذا البرني؟ قالوا: نعم، قال: هو خير تمركم وأينعه لكم، وقال بعض شيوخ الحي: وأعظمه بركة, وإنما كانت عندنا خصبة، نعلفها إبلنا وحميرنا، فلما رجعنا من وفادتنا تلك عظمت رغبتنا فيها، وفسلناها حتى تحولت ثمارنا منها، ورأينا البركة فيها» (١).

أخرجه أحمد (١٥٦٤٤) و ٤/ ٢٠٦ (١٧٩٨٥) قال: حدثنا يونس بن محمد. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (١١٩٨) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل.

كلاهما (يونس، وموسى) عن يحيى بن عبد الرَّحمَن العصري، قال: حدثنا شهاب بن عباد العصري، فذكره (٢).


(١) اللفظ للبخاري.
(٢) المسند الجامع (١٥٥٠٣)، وأطراف المسند (١١٠٥٦)، ومَجمَع الزوائد ٥/ ٥٩ و ٨/ ١٧٧.
والحديث؛ أخرجه ابن شبة في «تاريخ المدينة» ٢/ ٥٨٦، وابن أبي خيثمة في «تاريخه» ٢/ ١/ ٢٤٦.