١٩٠٦ - عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي، عن جَدِّه أوس بن حذيفة، قال:
«كنت في الوفد الذين أتوا النبي صَلى الله عَليه وسَلم أسلموا من ثقيف، من بني مالك، أنزلنا في قبة له، فكان يختلف إلينا بين بيوته وبين المسجد، فإذا صلى العشاء الآخرة انصرف إلينا، ولا يبرح حتى يحدثنا ويشتكي قريشا، ويشتكي أهل مكة، ثم يقول: لا سواء، كنا بمكة مستذلين ومستضعفين، فلما خرجنا إلى المدينة كانت سجال الحرب علينا ولنا، فمكث عنا ليلة لم يأتنا، حتى طال
⦗٣٠⦘
ذلك علينا بعد العشاء، قال: قلنا: ما أمكثك عنا يا رسول الله؟ قال: طرأ علي حزب من القرآن، فأردت أن لا أخرج حتى أقضيه، قال: فسألنا أصحاب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم حين أصبحنا، قال: قلنا: كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة، وحزب المفصل من {ق} حتى يختم» (١).
- وفي رواية:«قدمنا على رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم في وفد ثقيف، فنزلوا الأحلاف على المغيرة بن شعبة، وأنزل رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم بني مالك في قبة له، فكان يأتينا كل ليلة بعد العشاء، فيحدثنا قائمًا على رجليه، حتى يراوح بين رجليه، وأكثر ما يحدثنا ما لقي من قومه من قريش، ويقول: ولا سواء، كنا مستضعفين مستذلين، فلما خرجنا إلى المدينة، كانت سجال الحرب بيننا وبينهم، ندال عليهم ويدالون علينا، فلما كان ذات ليلة أبطأ عن الوقت الذي كان يأتينا فيه، فقلت: يا رسول الله، لقد أبطأت علينا الليلة، قال: إنه طرأ علي حزبي من القرآن، فكرهت أن أخرج حتى أتمه».