للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقذفتهم الريح إلى جزيرة من جزائر البحر، فإذا هم بدابة أشعر، ما يدرى أذكر هو أم أنثى، لكثرة شعره، قالوا: من أنت؟ فقالت: أنا الجساسة، فقالوا: فأخبرينا، فقالت: ما أنا بمخبرتكم ولا مستخبرتكم، ولكن في هذا الدير رجل فقير إلى أن يخبركم، وإلى أن يستخبركم، فدخلوا الدير، فإذا رجل أعور، مصفد في الحديد، فقال: من أنتم؟ قلنا: نحن العرب، فقال: هل بعث فيكم النبي؟ قالوا: نعم، قال: فهل اتبعته العرب؟ قالوا: نعم، قال: ذلك خير لهم، قال: فما فعلت فارس؟ هل ظهر عليها؟ قالوا: لم يظهر عليها بعد، فقال: أما إنه سيظهر عليها، ثم قال: ما فعلت عين زغر؟ قالوا: هي تدفق ملأى، قال: فما فعل نخل بيسان؟ هل أطعم؟ قالوا: قد أطعم أوائله، قال: فوثب وثبة حتى ظننا أنه سيفلت، فقلنا: من أنت؟ قال: أنا الدجال، أما إني سأطأ الأرض كلها، غير مكة وطيبة، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: أبشروا يا معشر المسلمين، هذه طيبة، لا يدخلها، يعني الدجال» (١).

- وفي رواية: «أن نبي الله صَلى الله عَليه وسَلم صعد المنبر فضحك، فقال: إن تميما الداري حدثني بحديث، ففرحت به، فأحببت أن أحدثكم، حدثني أن ناسا من أهل فلسطين ركبوا سفينة في البحر، فجالت بهم، حتى قذفتهم في جزيرة من جزائر البحر، فإذا هم بدابة لباسة، ناشرة شعرها، فقالوا: ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة، قالوا: فأخبرينا، قالت: لا أخبركم ولا أستخبركم، ولكن ائتوا أقصى القرية، فإن ثم من يخبركم ويستخبركم، فأتينا أقصى القرية فإذا رجل موثق بسلسلة، فقال: أخبروني عن عين زغر؟ قلنا: ملأى تدفق، قال: أخبروني عن البحيرة؟ قلنا: ملأى تدفق، قال: أخبروني عن نخل بيسان الذي بين الأردن وفلسطين، هل أطعم؟ قلنا: نعم، قال: أخبروني عن النبي هل بعث؟ قلنا: نعم، قال: أخبروني كيف الناس إليه؟ قلنا سراع، قال: فنزى نزوة حتى كاد، قلنا: فما أنت؟ قال: أنا الدجال، وإنه يدخل الأمصار كلها إلا طيبة، وطيبة المدينة» (٢).


(١) اللفظ لأحمد (٢٧٦٤٣).
(٢) اللفظ للترمذي (٢٢٥٣).