- فوائد:
- قال أَبو حاتم الرازي: لا يُسنِد هذا الحديث إِلا ثلاثة أَنفس: ابن المبارك، ويحيى بن أَيوب، وابن سُميع. «علل الحديث» (١٩٦٤).
- وقال الدارقُطني: يرويه عبد الله بن المبارك، ويحيى بن أَيوب المِصري، ومحمد بن عيسى بن سُميع، عن حُميد، عن أَنس.
فقال علي بن المديني، وذُكِر له هذا الحديث، عن ابن المبارك، عن حُميد، عن أَنس، فقال: أَخاف أَن يكون وهمًا، لعله: حُميد، عن الحسن، مُرسَلًا.
وليس هو كذلك؛ لأَن معاذ بن معاذ العنبري من الأَثبات، وقد رواه عن حُميد الطويل، عن ميمون بن سِياه، عن أَنس، قَولَه، غير مرفوع، وهو الصواب، والله أَعلم. «العلل» (٢٤١٤).
⦗٣٧٥⦘
- وقال ابن رجب: هذا الحديث قد خَرَّجه البخاري من طريقين؛
أَحدهما من رواية منصور بن سعد، عن ميمون بن سِياه، عن أَنس، مرفوعًا.
وميمون بن سِياه بصري، اختُلف فيه، فضعفه ابن مَعين، ووثقه أَبو حاتم الرازي.
والثاني: من رواية حُميد، عن أَنس، تعليقًا، من ثلاثة أَوجه، عنه، وفي بعض النسخ أَسنده.
من أَحدها: عن نُعيم بن حماد، عن ابن المبارك، عن حُميد، عن أَنس، ورفعه.
والثاني: عَلَّقه عن ابن المديني، عن خالد بن الحارث، عن حُميد؛ أَن ميمون بن سِياه سأَل أَنسًا، فذكره، ولم يَرفعه، جعله من قول أَنس.
والثالث: عَلَّقه، عن ابن أَبي مريم، عن يحيى بن أَيوب، قال: حدثنا حُميد، قال: حدثنا أَنس، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم وصَرَّح فيه بسماع حُميد له من أَنس، ورَفَعه إِلى النبي صَلى الله عَليه وسَلم.
ومقصود البخاري بهذا تصحيح رواية حُميد، عن أَنس المرفوعة.
وقد نازعه في ذلك الإِسماعيلي، وقال: إِنما سمعه حُميد من ميمون بن سِياه، عن أَنس، قال: ولا يُحتج بيحيى بن أَيوب في قوله: «حدثنا حُميد، قال: حدثنا أَنس»؛ فإِن عادة الشاميين والمِصريين جَرت على ذِكر الخبر فيما يروونه؛ لا يطوونه طي أَهل العراق.
يُشير إِلى أَن الشاميين والمِصريين يُصرحون بالتحديث في رواياتهم، ولا يكون الإِسناد مُتَّصِلًا بالسماع. «فتح الباري» لابن رجب ٣/ ٥٣.