للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فأخذنا الكبش، أنا وأناس من أسلم، فذبحناه وسلخناه وطبخناه، فأصبح عندنا خبز ولحم، فأولمت، ودعوت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ثم قال: إن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم أعطاني بعد ذلك أرضا، وأعطى أبا بكر أرضا، وجاءت الدنيا، فاختلفنا في عذق نخلة، فقلت أنا: هي في حدي، وقال أَبو بكر: هي في حدي، فكان بيني وبين أَبي بكر كلام، فقال لي أَبو بكر كلمة كرهها وندم، فقال لي: يا ربيعة، رد علي مثلها، حتى تكون قصاصا، قال: قلت: لا أفعل، فقال أَبو بكر: لتقولن، أو لأستعدين عليك رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فقلت: ما أنا بفاعل، قال: ورفض الأرض، وانطلق أَبو بكر، رضي الله عنه، إلى النبي صَلى الله عَليه وسَلم وانطلقت أتلوه، فجاء ناس من أسلم، فقالوا لي: رحم الله أبا بكر، في أي شيء يستعدي عليك رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وهو قال لك ما قال؟! قال: فقلت: أتدرون ما هذا؟ هذا أَبو بكر الصِّدِّيق، هذا ثاني اثنين، وهذا ذو شيبة المسلمين، إياكم لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه، فيغضب، فيأتي رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فيغضب لغضبه، فيغضب الله، عز وجل، لغضبهما، فيهلك ربيعة، قالوا: ما تأمرنا؟ قال: ارجعوا، قال: فانطلق أَبو بكر، رضي الله عنه، إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فتبعته وحدي، حتى أتى النبي صَلى الله عَليه وسَلم فحدثه الحديث كما كان، فرفع إلي رأسه، فقال: يا ربيعة، ما لك وللصديق؟ قلت: يا رسول الله، كان كذا، كان كذا، قال لي كلمة كرهها، فقال لي: قل كما قلت، حتى يكون قصاصا، فأبيت، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم:

⦗٩٤⦘

أجل، فلا ترد عليه، ولكن قل: غفر الله لك يا أبا بكر، فقلت: غفر الله لك يا أبا بكر».

قال الحسن (١): فولى أَبو بكر، رضي الله عنه، وهو يبكي.

أخرجه أحمد (١٦٦٩٣) قال: حدثنا أَبو النضر هاشم بن القاسم، قال: حدثنا المبارك، يعني ابن فضالة، قال: حدثنا أَبو عمران الجَوني، فذكره (٢).


(١) هو ابن أبي الحسن البصري، وقد أرسل هذا القول.
(٢) المسند الجامع (٣٧٢٥)، وأطراف المسند (٢٣٦١)، ومَجمَع الزوائد ٤/ ٢٥٧ و ٩/ ٤٥، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (٣١٥٩ و ٤٩١٢).
والحديث؛ أخرجه الطيالسي (١٢٦٩ و ١٢٧٠)، والطبراني (٤٥٧٧ و ٤٥٧٨).