للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٥٨٣ م- عن أَيوب السَّخْتِياني، عن عَمرو بن سَلِمة قال:

«كنا على حاضر، فكان الركبان ـ وقال إِسماعيل مرة: الناس ـ يمرون بنا راجعين من عند رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فأَدنو منهم فأَسمع، حتى حفظت قرآنا،

⦗٤٣٠⦘

وكان الناس ينتظرون بإِسلامهم فتح مكة، فلما فتحت جعل الرجل يأْتيه، فيقول يا رسول الله، أَنا وافد بني فلان، وجئْتك بإِسلامهم، فانطلق أَبي بإِسلام قومه، فرجع إِليهم، فقال: قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: قدموا أَكثركم قرآنا، قال: فنظروا، وأَنا لعلى حواءٍ عظيم، فما وجدوا فيهم أَحدا أَكثر قرآنا مني، فقدموني وأَنا غلام، فصليت بهم، وعلي بردة، وكنت إِذا ركعت، أَو سجدت، قلصت، فتبدو عورتي، فلما صلينا، تقول عجوز لنا دهرية: غطوا عنا است قارئِكم، قال: فقطعوا لي قميصا، فذكر أَنه فرح به فرحا شديدا» (١).

- وفي رواية: «لما كان يوم الفتح، جعل الناس يمرون علينا، قد جاؤُوا من عند رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فكنت أَقرأُ وأَنا غلام، فجاءَ أَبي بإِسلام قومه إِلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: يؤُمكم أَكثركم قرآنا، فنظروا، فكنت أَكثرهم قرآنا، قال: فقالت امرأَة: غطوا است قارئِكم، قال: فاشتروا له بردة، قال: فما فرحت أَشد من فرحي بذلك» (٢).

- وفي رواية: «كنا بماءٍ ممر الناس، وكان يمر بنا الركبان، فنسأَلهم: ما للناس، ما للناس؟ ما هذا الرجل؟ فيقولون: يزعم أَن الله أَرسله، أَوحى إِليه، أَو أَوحى الله بكذا، فكنت أَحفظ ذلك الكلام، وكأَنما يغرى في صدري، وكانت العرب تلوم بإِسلامهم الفتح، فيقولون: اتركوه وقومه، فإِنه إِن ظهر عليهم فهو نبي صادق، فلما كانت وقعة أَهل الفتح، بادر كل قوم بإِسلامهم، وبدر أَبي قومي بإِسلامهم، فلما قدم قال: جئْتكم والله من عند النبي صَلى الله عَليه وسَلم حقا، فقال: صلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلوا كذا في حين كذا، فإِذا حضرت الصلاة، فليؤَذن أَحدكم، وليؤُمكم أَكثركم قرآنا، فنظروا فلم يكن أَحد أَكثر قرآنا مني، لما كنت أَتلقى من الركبان، فقدموني بين أَيديهم، وأَنا ابن ست، أَو سبع سنين، وكانت علي بردة، كنت إِذا سجدت تقلصت عني، فقالت امرأَة من الحي: أَلا تغطوا

⦗٤٣١⦘

عنا است قارئِكم، فاشتروا فقطعوا لي قميصا، فما فرحت بشيءٍ فرحي بذلك القميص» (٣).


(١) اللفظ لأحمد (٢٠٦٥٩).
(٢) اللفظ لأحمد (٢١٠١٦).
(٣) اللفظ للبخاري.