للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٧٢٠ - عن أبي حازم، قال: سألوا سهل بن سعد: من أي شيء المنبر؟ فقال:

«ما بقي بالناس أعلم مني، هو من أثل الغابة، عمله فلان مولى فلانة، لرسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وقام عليه رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم حين عمل ووضع، فاستقبل القبلة، كبر، وقام الناس خلفه، فقرأ، وركع، وركع الناس خلفه، ثم رفع رأسه، ثم رجع القهقرى، فسجد على الأرض، ثم عاد إلى المنبر، ثم قرأ، ثم ركع، ثم رفع رأسه، ثم رجع القهقرى حتى سجد بالأرض، فهذا شأنه» (١).

⦗٧٥⦘

- وفي رواية: «أن رجالا أتوا سهل بن سعد الساعدي، وقد امتروا في المنبر، مم عوده، فسألوه عن ذلك؟ فقال: والله إني لأعرف مما هو، ولقد رأيته أول يوم وضع، وأول يوم جلس عليه رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم أرسل رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم إلى فلانة، امرأة من الأنصار قد سماها سهل؛ مري غلامك النجار، أن يعمل لي أعوادا، أجلس عليهن، إذا كلمت الناس، فأمرته فعملها من طرفاء الغابة، ثم جاء بها، فأرسلت إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فأمر بها فوضعت هاهنا، ثم رأيت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم صلى عليها، وكبر، وهو عليها، ثم ركع وهو عليها، ثم نزل القهقرى، فسجد في أصل المنبر، ثم عاد، فلما فرغ أقبل على الناس، فقال: أيها الناس، إنما صنعت هذا لتأتموا، ولتعلموا صلاتي» (٢).

- وفي رواية: «أن النبي صَلى الله عَليه وسَلم أرسل إلى امرأة من المهاجرين (٣)، وكان لها غلام نجار، قال لها: مري عبدك فليعمل لنا أعواد المنبر، فأمرت عبدها، فذهب فقطع من الطرفاء، فصنع له منبرا، فلما قضاه، أرسلت إلى النبي صَلى الله عَليه وسَلم أنه قد قضاه، قال صَلى الله عَليه وسَلم: أرسلي به إلي، فجاؤوا به، فاحتمله النبي صَلى الله عَليه وسَلم فوضعه حيث ترون» (٤).


(١) اللفظ للبخاري (٣٧٧).
(٢) اللفظ للبخاري (٩١٧).
(٣) قال ابن حَجر: «امرَأة من المهاجرين» هو وهم من أبي غَسان، لإطباق أصحاب أبي حازم على قولهم: «امرَأة من الأنصار» وكذا قال أيمن، عن جابر. «فتح الباري» ٢/ ٣٩٨.
(٤) اللفظ للبخاري (٢٥٦٩).