(١١١) هي موضوع الفرق الرابع والستين من كتاب الفروق جـ ٢ ص ٤٨. بين قاعدة التشبيه في الدعاء وبين قاعدة التشبيه في الخبَرِ. والفرق بينهما - كما يقول الإمام القرافي رحمه الله أن التشبيه في الخبر يكون في الماضى والحاضر والمستقبل، فتشبه ما وقعَ لك غدًا بما وقع أمس لشخص آخر. وتشَبهُ ما وقع لك اليومَ. بما وقع لغيرك اليوم، وتشبهُ ما يقع لك غدا بما يقع لغيرك غدا، وكل ذلك حقيقة. ولا يقع التشبيه في الدعاء إلا في المستقبل خاصة، بسبب أن عشرة ألفاظ في كلام العرب لا تتعلق إلا بمستقبل، وهي: الأمر، والنهى، والدعاء إلى آخر ما ذكر. وقد علق عليه ابن الشاط بقوله: ما قاله القرافي وأطلق قوله فيه من أن التشبيه لا يقع في الدعاء إلا بالمستقبل ليس بصحيح، واما المانعُ من ذلك، أما ما ذكره من أن عشرة ألفاظ لا تتعلق إلا بالمستقبل صحيح، إلا في الشرط خاصة، وقد سبق التنبيه على ذلك، وما قاله من أن السبب في التشبيه في الدعاء لا يكون إلا بالمستقبل كون هذه الألفاظ لا تتعلق إلا بالمستقبل ليس كذلك، فإن كون هذه الألفاظ لا تتعلق إلا بالمستقبل لا يمنع من تشبيه ما يتعلق بغير المستقبل، اللهم إلا أن يريد تشبيه دعاء بدعاء، وأمر بأمر، وما أشبه ذلك، فما قاله صحيح.