للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المبحث الثامن الفرق بين المشترك والمتواطئ والمشكك]

يقرب من المشترك والمتواطئ: المشكك.

فالمشكك مشتق من الشك؛ لأنه يشك الناظر فيه هل هو مشترك

أو متواطئ، فإن نظر إلى إطلاقه على المختلفات قال هو: مشترك

كالعين والقرء.

وإن نظر إلى أن مسماه واحد: قال: هو متواطئ، فجاء هذا

الشك؛ لاستواء الأفراد في حصول معناه لها، وتفاوتها في مفهومه

بالأولوية وغيرها، ولعلي أشرح ذلك قائلاً:

إن الكلي إن تفاوتت أفراده بقلة وكثرة كنور الشمس والسراج، أو

تفاوتت أفراده بشدة وضعف كبياض الثلج، وبياض العاج: فإن هذا

مشكك؛ لأن الناظر يشك فيه هل هو من المتواطئ؛ لوجود الكلي

في أفراده والتساوي، أو مشترك لتغاير أفراده.

وبناء على هذا يمكن أن نعرف المشكك بأنه: اللفظ الموضوع لمعنى

كلي مختلف في محاله.

وأتينا بعبارة: " مختلف في محاله " لإخراج المتواطئ؛ لأنه مستو

في محاله.

أما قول بعضهم - كابن التلمساني - من أنه لا حقيقة للمشكك؛

حيث إن ما به التفاوت إن دخل في التسمية فمشترك، وإلا