للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المطلب الحادي عشر أقل الجمع ما هو؟]

لتحرير محل النزاع في هذه المسألة لا بد أن أذكر ما يلي:

أولاً: ليس محل النزاع في هذه المسألة في معنى لفظ " الجمع "

المركب من " ج، م، ع "، وذلك لأن موضوع هذا اللفظ يقتضي

ضم شيء إلى شيء، وهذا منطبق على الاثنين والثلاثة، وما زاد

بلا خلاف.

ثانيا: وليس محل لخلاف في لفظ " الجماعة " في غير صلاة،

فإن أقله ثلاثة بلا خلاف.

ثالثاً: وليس محل الخلاف في تعبير الاثنين عن نفسيهما، أو

الواحد عن نفسه بضمير الجمع، سواء كان ضمير المتكلم متصلاً

كقوله: "فعلنا"، أو منفصلاً كقوله: " نحن ".

رابعاً: وليس محل الخاث ف مدلول مثل قوله تعالى:

(فقد صغت قلوبكما) ، وقول اسقائل: " ضربت رؤوس الرجلين "،

و"وطئت بطونهما "، وذلك لأن التعبير عن عضوين من جسدين

بلفظ الجمع يقصد منه التخفيف، فإنه لو قيل: " قلباكما " لثقل

اجتماع ما يدل على التثنية فيما هو كالكلمة الواحدة مرتين.

خامسا: وليس محل التخفيف هو الجمع المعرف بـ " أل " كالرجال،

فإنه للاستغراق.

إذن ما هو محل النزاع؟