[المطلب السادس في أسباب مخالفة نظم البرهان]
لا بد في كل برهان أن يتكون من مقدمتين لتحصل منهما نتيجة،
وإذا ذكر أحد شيئاً يخالف ذلك النظم، فإنه يرجع إلى أسباب هي
كما يلي:
السبب الأول: قصور في علم المناظر بتمام نظم البرهان.
السبب الثانى: إهمال المناظر لإحدى المقدمتين، لكونها واضحة
ومعلوماً بها، وأكثر ما يفعل ذلك الفقهاء في المحاورات الفقهية
اختصاراً.
ومثال ذلك: قولنا: " الوضوء يحتاج إلى النية؛ لأن كل عبادة
تحتاج إلى النية "، فهنا حذفت الصغرى وهي قولنا: " الوضوء
عبادة "؛ حيث إن تمام النظم أن يقال: " كل عبادة تحتاج إلى النية،
والوضوء عبادة يلزم أن الوضوء يحتاج إلى النية "، فحذفت
الصغرى، وذلك لاشتهارها ووضوحها.
مثال آخر: قولنا: " هذا يجب رجمه؛ لأنه زنا وهو محصن "
فهنا حذفت الكبرى لوضوحها والعلم بها، وتمام القياس أن يقال:
" كل من زنا وهو محصن فعليه الرجم، وهذا زنا وهو محصن،
فيلزم وجوب الرجم عليه ".
وحذف إحدى المقدمتين لاشتهارها ووضوحها قد ورد في القرآن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute