المبحث السادس إذا اجتمع مطلق ومقيد فهل يحمل
المطلق على المقيد أو لا؟
هذا يختلف باختلاف أحوال ورودهما، ففي بعض الحالات لا
يحمل المطلق على المقيد إذا وردا، وفي بعض الحالات يحمل،
وإليك بيان ذلك:
الحالة الأولى: أن لا يكون متعلِّق حكم المطلق هو عين متعلِّق
حكم المقيد مثل أن يقول: " أدوا الصلاة "، ويقول: " اعتقوا رقبة
مؤمنة إذا حنثتم " فهنا لا يحمل المطلق على المقيد اتفاقا؛ لأنه لا
يوجد مناسبة بينهما، ولا تعلق لأحدهما بالآخر أصلاً.
الحالة الثانية: أن يكون متعلِّق حكم المطلق هو عين متعلّق حكم
المقيد.
وهذه الحالة لها ست صور:
الصورة الأولى: أن يكون متعلقهما واحداً والسبب واحداً، وكل
واحد منهما أمراً كقوله: اعتقوا رقبة إذا حنثتم، ثم يقول: اعتقوا
رقبة مؤمنة إذا حنثتم، فهنا يحمل المطلق على المقيد، وكذا لو قال:
اعتقوا رقبة مؤمنة، ثم قال: اعتقوا رقبة، وكذا لو لم نعلم تقدم
أحدهما، ففي هذا كله يحمل الطلق على المقيد.
دليل ذلك. أن الجمع بين الدليلين أَوْلى من إعمال أحدهما وترك
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute