[المبحث التاسع في بيان المصادر التي استمد منها علم أصول الفقه]
أصول الفقه قد استمد مادته من مصادر كثيرة - وقد سبق بيان
ذلك في الشبهة السادسة - ولكن هنا سأحصر تلك المصادر، وأُبيِّن
سبب استمداده من كل علم، فأقول:
استمد أصول الفقه مادته من مصادر كثيرة، وأهمها ثلاثة:
المصدر الأول: أصول الدين.
المصدر الثاني: علم اللغة العربية.
المصدر الثالث: الأحكام الشرعية.
أما أصول الدين - وهو علم الكلام -: فإن علم أصول الفقه قد
استمد منه: مسائل، من أهمها: مسألة الحاكم، والتحسين
والتقبيح العقليين، والتكليف بما لا يطاق، وتكليف المعدوم،
وحكم الأشياء قبل البعثة، والمجتهد يخطئ ويصيب، وخلو الزمان
من مجتهد، وشكر المنعم، وبعض مسائل النسخ، وشرط الإرادة
في الأمر، ونحو ذلك.
وسبب استمداده من أصول الدين وهو علم الكلام هو: توقف
الأدلة الشرعية على معرفة البارئ، وصدق رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - المبلغ عنه
فيما قال لتعلم حجيتها وإفادتها للأحكام الشرعبة.
أما اللغة العربية: فإن علم أصول الفقه قد استمد منها مسائل،