المبحث الأول
في " الواو "
حرف الواو تأتي للمعاني التالية:
أولاً: أنها تأتي عاطفة:
واتفق على أنها تفيد الجمع.
ولكن اختلف العلماء هل تفيد الترتيب والمعية مع كونها تفيد
الجمع على مذاهب:
المذهب الأول: أنها لمطلق الجمع من غير إشعار بخصوصية المعية
أو الترتيب، أي: أن الواو تدل على جمع المعطوف والمعطوف عليه
في حكم واحد من غير ملاحظة حصولهما معا، أو أن أحدهما قبل
الآخر، فإذا وجد ترتيب أو معية، فإنما هو من خارج دلالة الواو.
وهو مذهب أكثر أهل اللغة، وأكثر علماء الشريعة.
وهو الحق، للأدلة التالية:
الدليل الأول: أن أهل اللغة يستعملون الواو في أبنية يمتنع فيها
الترتيب مثل قولهم: " تقاتل زيد وعمرو "، فلو كانت للترتيب لما
حسن هذا؛ حيث لا ترتيب فيه؛ حيث إن المفاعلة إنما تصح عند
صدور الفعلين دفعة واحدة، وكذلك قولهم: " جاء زيد وعمرو
قجله "، فلو كانت " الواو " للترتيب: للزم التناقض؛ لأن قوله:
"قبله " يقتضي تقديم مجيء عمرو، والواو تقتضي تأخيره، وإذا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute