[المبحث الأول في بيان معنى الحجية، والتعبد]
الحُجَّة هي الدليل والبرهان، ومعنى كون القياس حُجَّة: أنه دليل
وبرهان نصبه الشارع لمعرفة بعض الأحكام، والمراد من قولنا:
القياس حُجَّة - كما قال فخر الدين الرازي - أنه إذا حصل للمجتهد
ظن بأن حكم هذه الصورة مثل حكم تلك الصورة فهو مكلف
بالعمل به في نفسه، ومكلف بأن يفتي به غيره.
وقول بعضهم: " يجوز التعبد بالقياس " هذه عبارة عن إيجاب
الله تعالى العمل بمقتضى القياس، وذلك كإيجاب العمل بالكتاب
والسُّنَّة تماما، فيكون المكلَّف بالقياس - على هذا - المجتهد ومن
يقلده.
فالحكم الذي توصلنا إليه من خلال عملية القياس هو الذي نتعبد
الله به، فنرجوا من اللَّه الثواب على العمل به، ونخاف منه العقاب
عند ترك العمل به.
فالحجية والتعبد متلازمان، بيان ذلك:
أنه لا فائدة من حجية القياس سوى وجوب العمل بمقتضاه، ولا
يمكن أن نعمل به إلا إذا كان حُجَّة.
إذن: يجوز أن نُعبِّر عن هذا بالتعبد والحجية، ولا ضير في
ذلك، وهو منتشر في كتب الأصول.