[المبحث السابع في تأليف مفردات المعاني]
لما فرغنا من الكلام عن مجرد اللفظ، والكلام عن مجرد المعنى،
لا بد من الكلام عن تأليف مفردات المعاني على وجه يتطرق إليه
التصديق والتكذيب، كقولنا: " العالَم حادث "، و " زيد ليس
بكاتب "، فإن هذا راجع إلى تأليف القوة المفكرة المؤلَّفة بين معرفتين
لذاتين مفردتين بنسبة إحداهما إلى الأخرى بنفي أو إثبات.
فمثال نسبة المفرد إلى مفرد آخر في الإثبات: " العالَم حادث "،
و" زيد كاتب "، ومثال نسبة المفرد إلى مفرد آخر في النفي: "العالَم
ليس بقديم "، و " زيد ليس بكاتب ".
فعندنا جملة من جزأين، واختلف في تسميتهما على مذاهب:
المذهب الأول: أن اسم الأول - وهو زيد - مبتدأ، واسم الآخر
- وهو كاتب - خبر، وهذا مذهب النحويين.
المذهب الثاني: أن اسم الأول - وهو زيد -: محكوم عليه،
واسم الثاني - وهو كاتب -: حكم، وهذا مذهب الفقهاء؛ حيث
إن زيداً محكوم عليه بحكم، وهو كونه كاتبا.
المذهب الثالث: إن اسم الأول - وهو زيد - موصوف، واسم
الثاني - وهو كاتب - صفة، وهذا مذهب المتكلمين، حيث إن
زيداً موصوفاً بالكتابة.