[المطلب الثالث في بيان كيفية الجواب عن قادح الكسر]
يجيب المستدل عن هذا القادح بأحد طريقين هما:
الطريق الأول: أن يبين المستدل أن ما أسقطه المعترض وصف مؤثر
بدليل يقيمه على ذلك، أو أن يبين أن هذا الوصف هو مؤثر عنده
فقط، بيان ذلك:
إن أسقط المعترض وصفا مؤثرأ، فإن المستدل له أن يبين أن ما
أسقطه من الوصف هو مؤثر بأن يقيم الدليل على كونه مؤثرا.
مثاله: قول المستدل: إن كل ما تحقق فيه الطعم مطعوم جنس،
فلا يجوز التفاضل في بيعه؛ قياسا على البر.
فيقول المعترض: وصف الطعم الذي ذكرته منقوض ببيع الحنطة
بالشعير فهما مطعومان، ولا يحرم التفاضل بينهما.
فيجيب المستدل بقوله: إن الوصف الذي أسقطته وهو: "الجنس "
هو وصف مؤثر قد ثبت ذلك بالدليل، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: " فإذا اختلفت هذه الأجناس فبيعوا كيف شئتم إذا كان يداً بيد "،
وما دل عليه الدليل الشرعي الصحيح، فلا يجوز إسقاطه.
وإن أسقط المعترض وصفا قد اختلف في تأثيره، فإن المستدل له
أن يبين أن ما أسقطه المعترض هو مؤثر عنده، وإن لم يكن مؤثرا
عند المعترض.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute