للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المطلب الثاني أقسام الدلالة]

الدال إما أن يكون لفظا أو غير لفظ، فتنقسم الدلالة - بهذا

الاعتبار - إلى قسمين هما:

القسم الأول: دلالة لفظية..

القسم الثاني: دلالة غير لفظية.

وكل من هذين القسمين ينقسم باعتبار إضافته إلى العقل والطبع

والوضع إلى ثلاثة أقسام هي كما يلي:

القسم الأول: دلالة عقلية، نسبة إلى العقل - والعقل هو: آلة

التمييز والإدراك التي بها تدرك الأشياء.

وسميت بها؛ لأنه ليس للوضع والطبع مدخل فيها.

القسم الثاني: دلالة طبيعية، نسبة إلى الطبيعة، وهي لغة:

السجية، واصطلاحا: مبدأ الآثار المختصة بالشيء، سواء صدرت

بشعور أم لا، وسميت بذلك؛ لدخول الطبع فيه دون العقل والوضع.

القسم الثالث: دلالة وضعية، نسبة إلى الوضع، وهو: جعل

الشيء بإزاء آخر متى علم الأول علم الثاني، وسميت بذلك؛ لأن

للوضع دخلاً تاما في الدلالة بجعل الجاعل.

ووجه انحصار الدلالة في هذه الأقسام الثلاثة هو: أن الدلالة إما

أن تكون مقصودة للدال - وهي التي يسميها العلماء الدلالة الاختيارية

- أو ليست مقصودة له.