للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المبحث السابع الشبه التي أثيرت حول علم أصول الفقه وأجوبتها]

مع تلك الفوائد التي ذكرتها لأصول الفقه، فإنه لم يسلم من

بعض الاعتراضات التي وجهت إليه، والشبه التي أثيرت حوله،

وإليك بيان أهمها، والأجوبة عنها فأقول:

الشبهة الأولى:

ورد عن بعض الناس أنهم ذمّوا علم أصول الفقه، وحقَّروه في

نفوس طلاب العلم، وذكروا أنه لا فائدة منه لا في الدنيا ولا في

الآخرة.

جوابها:

يجاب عنها: بأن سبب ذمهم لهذا العلم وتحقيرهم له هو:

جهلهم بهذا العلم، وعدم قدرتهم على فهمه بالتفصيل، وقديما

قيل: " من جهل شيئاً عاداه ".

إذ كيف يذمون علما هو من أهم شروط الاجتهاد؛ حيث إنه إذا

لم يتعلمه الفقيه بالتفصيل، فإنه لن يتوصل إلى درجة الاجتهاد،

ولا يمكنه - بأي حال - استنباط حكم شرعي من دليل، بل لو لم

يعرف القياس - فقط - لانتفت عنه صفة الفقه، كما قال الإمام

الشافعي: " من لم يعرف القياس فليس بفقيه "، وكما قال الإمام

أحمد: " لا يستغني أحد عن القياس "؟!